كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

468 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَقِيَامِ لَيْلَة )
: أَيْ كَأَجْرِ قِيَامهَا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَلَفْظ مُسْلِم " مَنْ صَلَّى الْعِشَاء فِي جَمَاعَة فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْف اللَّيْل ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْح فِي جَمَاعَة فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْل كُلّه " فَجَعَلَ بَعْضهمْ حَدِيث مُسْلِم عَلَى ظَاهِره وَأَنَّ جَمَاعَة الْعَتَمَة تُوَازِي فِي فَضِيلَتهَا قِيَام نِصْف لَيْلَة وَصَلَاة الصُّبْح فِي جَمَاعَة تُوَازِي فِي فَضِيلَتهَا قِيَام لَيْلَة ، وَاللَّفْظ الَّذِي خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ تَفْسِيره وَيُبَيِّن أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " وَمَنْ صَلَّى الصُّبْح فِي جَمَاعَة فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْل كُلّه " يَعْنِي وَمَنْ صَلَّى الصُّبْح وَالْعِشَاء . وَطُرُق هَذَا الْحَدِيث مُصَرِّحَة بِذَلِكَ وَإِنَّ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا يَقُوم مَقَام نِصْف لَيْلَة وَإِنَّ اِجْتِمَاعهمَا يَقُوم مَقَام لَيْلَة .
469 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَالْأَبْعَد )
: قَالَ الْعَيْنِيّ : يُمْكِن أَنْ يَكُون الْفَاء هَاهُنَا لِلتَّرْتِيبِ مَعَ تَفَاوُت مِنْ بَعْض الْوُجُوه ، وَيَجُوز أَنْ تَكُون الْفَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى ثُمَّ بِمَعْنَى أَبْعَدهمْ ثُمَّ أَبْعَدهمْ
( أَعْظَم أَجْرًا )
: نُصِبَ عَلَى التَّمْيِيز فِيهِ أَنَّ سَبَب أَعَظْمِيَّة الْأَجْر فِي الصَّلَاة هُوَ بُعْد الْمَشْي وَهُوَ الْمَسَافَة وَذَلِكَ لِوُجُودِ الْمَشَقَّة فِيهِ ، وَفِيهِ الدَّلَالَة عَلَى فَضْل الْمَسْجِد الْبَعِيد لِأَجْلِ كَثْرَة الْخُطَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .@

الصفحة 261