كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

عَنْ الصَّلَاة وَالرِّوَايَة الَّتِي فِيهَا النَّهْي عَنْ ذَلِكَ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِد ضَعِيفَة لِأَنَّ فِيهَا ضَعِيفًا وَمَجْهُولًا . وَقَالَ اِبْن الْمُنِير : التَّحْقِيق أَنَّهُ لَيْسَ بَيْن هَذِهِ الْأَحَادِيث تَعَارُض إِذْ الْمَنْهِيّ عَنْهُ فِعْله عَلَى وَجْه الْعَبَث وَاَلَّذِي فِي الْحَدِيث إِنَّمَا هُوَ لِمَقْصُودِ التَّمْثِيل وَتَصْوِير الْمَعْنَى فِي اللَّفْظ . قَالَهُ الْعَيْنِيّ فِي شَرْح الْبُخَارِيّ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَشْبِيك الْيَد هُوَ إِدْخَال الْأَصَابِع بَعْضهَا فِي بَعْض وَالِامْتِسَاك بِهَا وَقَدْ يَفْعَلهُ بَعْض النَّاس عَبَثًا ، وَيَفْعَل بَعْضهمْ لِيُفَرْقِع أَصَابِعه عِنْدَمَا يَجِد مِنْ التَّمَدُّد فِيهَا ، وَرُبَّمَا قَعَدَ الْإِنْسَان فَشَبَّكَ بَيْن أَصَابِعه وَاحْتَبَى بِيَدِهِ يُرِيد بِهِ الِاسْتِرَاحَة وَرُبَّمَا اِسْتَجْلَبَ بِهِ النَّوْم فَيَكُون ذَلِكَ سَبَبًا لِانْتِقَاضِ طُهْره ، فَقِيلَ لِمَنْ تَطَهَّرَ وَخَرَجَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الصَّلَاة لَا تُشَبِّك بَيْن أَصَابِعك لِأَنَّ جَمِيع مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوه عَلَى اِخْتِلَافهَا لَا يُلَائِم شَيْء مِنْهَا الصَّلَاة وَلَا يَتَشَاكَل حَال الْمُصَلِّي اِنْتَهَى . وَقَوْله فَلَا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ هُوَ مَوْضِع التَّرْجَمَة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ رَجُل غَيْر مُسَمًّى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث الْمَقْبُرِيِّ عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة وَلَمْ يَذْكُر الرَّجُل .
476 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْمَوْت )
: أَيْ أَمَارَته
( فَقَالَ )
: أَيْ الْأَنْصَارِيّ
( اِحْتِسَابًا )
: أَيْ لِطَلَبِ الثَّوَاب
( فَأَحْسَنَ الْوُضُوء )
: بِأَنْ جَمَعَ بَيْن الْعَمَل بِالْفَرَائِضِ وَالسُّنَن
( إِلَّا حَطَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ )
: أَيْ وَضَعَ وَأَلْقَى
( عَنْهُ )
: أَيْ عَنْ الْجَائِي وَالْمُرِيد إِلَى الصَّلَاة
( فَلْيُقَرِّبْ أَحَدكُمْ )
: مِنْ بَاب التَّفْعِيل أَيْ مَكَانه مِنْ الْمَسْجِد
( أَوْ لِيُبَعِّد )
: مِنْ بَاب التَّفْعِيل فَإِذَا بَعُدَ@

الصفحة 271