كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

لِدَاعِي الشَّهْوَة كَحُسْنِ الْمَلْبَس وَالتَّحَلِّي الَّذِي يَظْهَر أَثَره وَالزِّينَة الْفَاخِرَة . وَفَرَّقَ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ بَيْن الشَّابَّة وَغَيْرهَا ، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهَا إِذَا عَرَتْ مِمَّا ذُكِرَ وَكَانَتْ مُسْتَتِرَة حَصَلَ الْأَمْن عَلَيْهَا وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِاللَّيْلِ .
479 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا تَمْنَعُوا إِمَاء اللَّه مَسَاجِد اللَّه )
: قَالَ النَّوَوِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .
480 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِد )
: مُقْتَضَى هَذَا النَّهْي أَنَّ مَنْع النِّسَاء مِنْ الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد إِمَّا مُطْلَقًا فِي الْأَزْمَان كَمَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَة ، وَكَمَا فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَوْ مُقَيَّدًا بِاللَّيْلِ كَمَا فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة ، أَوْ مُقَيَّدًا بِالْغَلَسِ كَمَا فِي بَعْض الْأَحَادِيث يَكُون مُحَرَّمًا عَلَى الْأَزْوَاج . وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّ النَّهْي مَحْمُول عَلَى التَّنْزِيه
( وَبُيُوتهنَّ خَيْر لَهُنَّ )
: أَيْ صَلَاتهنَّ فِي بُيُوتهنَّ خَيْر لَهُنَّ مِنْ صَلَاتهنَّ فِي الْمَسَاجِد لَوْ عَلِمْنَ ذَلِكَ ، لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَعْلَمْنَ فَيَسْأَلْنَ الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد وَيَعْتَقِدْنَ أَنَّ أَجْرهنَّ فِي الْمَسَاجِد أَكْثَر . وَوَجْه كَوْن صَلَاتهنَّ فِي الْبُيُوت أَفْضَل الْأَمْن مِنْ الْفِتْنَة ، وَيَتَأَكَّد ذَلِكَ بَعْد وُجُود مَا أَحْدَثَ النِّسَاء مِنْ التَّبَرُّج وَالزِّينَة وَمِنْ ثَمَّ قَالَتْ عَائِشَة مَا قَالَتْ .@

الصفحة 274