كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

481 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقَالَ اِبْن لَهُ )
: أَيْ لِابْنِ عُمَر . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَابْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر هَذَا هُوَ بِلَال بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر جَاءَ مُبَيَّنًا فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره ، وَقِيلَ هُوَ اِبْنه وَاقِد بْنُ عَبْد اللَّه بْنِ عُمَر ، ذَكَرَهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه أَيْضًا . اِنْتَهَى
( فَيَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا )
: بِفَتْحِ الدَّال وَالْغَيْن الْمُعْجَمَة وَهُوَ الْفَسَاد وَالْخِدَاع وَالرِّيبَة . قَالَ الْحَافِظ : وَأَصْله الشَّجَر الْمُلْتَفّ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمُخَادَعَة لِكَوْنِ الْمُخَادِع يَلُفّ فِي نَفْسه أَمْرًا وَيُظْهِر غَيْره ، وَكَأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَمَّا رَأَى مِنْ فَسَاد بَعْض النِّسَاء فِي ذَلِكَ الْوَقْت وَحَمَلَتْهُ عَلَى ذَلِكَ الْغَيْرَة
( قَالَ )
: أَيْ مُجَاهِد
( فَسَبَّهُ وَغَضِبَ )
: الضَّمِير الْمَرْفُوع رَاجِع إِلَى اِبْن عُمَر وَالْمَنْصُوب إِلَى اِبْنه . وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ : " فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه فَسَبَّهُ سَبَّا سَيِّئًا مَا سَمِعْته سَبَّهُ مِثْله قَطّ " وَفَسَّرَ عَبْد اللَّه بْن هُبَيْرَة فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ السَّبّ الْمَذْكُور بِاللَّعْنِ ثَلَاث مَرَّات . وَإِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ اِبْن عُمَر لِتَصْرِيحِهِ بِمُخَالَفَةِ الْحَدِيث . وَأُخِذَ مِنْ إِنْكَار عَبْد اللَّه عَلَى وَلَده تَأْدِيب الْمُعْتَرِض عَلَى السُّنَن بِرَأْيِهِ وَعَلَى الْعَالِم بِهَوَاهُ ، وَتَأْدِيب الرَّجُل وَلَده ، وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا إِذَا تَكَلَّمَ بِمَا لَا يَنْبَغِي لَهُ ، وَجَوَاز التَّأْدِيب بِالْهِجْرَانِ ، فَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد عِنْد أَحْمَد " فَمَا كَلَّمَهُ عَبْد اللَّه حَتَّى مَاتَ " وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَحَدهمَا مَاتَ عَقِب هَذِهِ الْقِصَّة بِيَسِيرٍ . قَالَهُ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي فَتْح الْبَارِي .@

الصفحة 275