كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

بَعْض النِّسَاء لَا مِنْ جَمِيعهنَّ ، فَإِنْ تَعَيَّنَ الْمَنْع فَلْيَكُنْ لِمَنْ أَحْدَثَتْ . وَالْأَوْلَى أَنْ يُنْظَر إِلَى مَا يُخْشَى مِنْهُ الْفَسَاد فَيُجْتَنَب لِإِشَارَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِكَ بِمَنْعِ التَّطَيُّب وَالزِّينَة ، وَكَذَلِكَ التَّقْيِيد بِاللَّيْلِ . كَذَا فِي فَتْح الْبَارِي . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .
483 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( صَلَاة الْمَرْأَة فِي بَيْتهَا )
: أَيْ الدَّاخِلَانِيّ لِكَمَالِ سِتْرهَا
( أَفْضَل مِنْ صَلَاتهَا فِي حُجْرَتهَا )
: أَيْ صَحْن الدَّار . قَالَ اِبْن الْمَلَك : أَرَادَ بِالْحُجْرَةِ مَا تَكُون أَبْوَاب الْبُيُوت إِلَيْهَا وَهِيَ أَدْنَى حَالًا مِنْ الْبَيْت
( وَصَلَاتهَا فِي مَخْدَعهَا )
: بِضَمِّ الْمِيم وَتُفْتَح وَتُكْسَر مَعَ فَتْح الدَّال فِي الْكُلّ وَهُوَ الْبَيْت الصَّغِير الَّذِي يَكُون دَاخِل الْبَيْت الْكَبِير يُحْفَظ فِيهِ الْأَمْتِعَة النَّفِيسَة ، مِنْ الْخَدْع وَهُوَ إِخْفَاء الشَّيْء أَيْ فِي خِزَانَتهَا
( أَفْضَل مِنْ صَلَاتهَا فِي بَيْتهَا )
لِأَنَّ مَبْنَى أَمْرهَا عَلَى التَّسَتُّر .
484 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَلَمْ يَدْخُل مِنْهُ اِبْن عُمَر حَتَّى مَاتَ )
: وَهَذَا مَشْهُور مِنْ سِيرَة اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ شَدِيد الِاتِّبَاع لِآثَارِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رَوَى اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي جَعْفَر قَالَ " كَانَ اِبْن عُمَر إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ يَعْدُهُ وَلَمْ يَقْصُر دُونه " وَرَوَى أَحْمَد بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ مُجَاهِد @

الصفحة 277