كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْقُرْآن فَقَطْ وَهُوَ الْقِيَاس اِنْتَهَى
( وَأَبُو ذَرّ رَوَى عَنْهُ فَأَتِمُّوا وَاقْضُوا وَاخْتُلِفَ فِيهِ )
: أَيْ اُخْتُلِفَ فِي حَدِيث أَبِي ذَرّ ، فَرُوِيَ عَنْهُ لَفْظ فَأَتِمُّوا وَلَفْظ وَاقْضُوا أَيْضًا .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
وَبَوَّبَ التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه بِلَفْظِ بَاب مَا جَاءَ فِي الْجَمَاعَة فِي مَسْجِد قَدْ صَلَّى فِيهِ مَرَّة ، وَأَوْرَدَ حَدِيث الْبَاب .
487 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَلَا رَجُل يَتَصَدَّق عَلَى هَذَا )
: أَيْ يَتَفَضَّل عَلَيْهِ وَيُحْسِن إِلَيْهِ
( فَيُصَلِّيَ )
: بِالنَّصْبِ
( مَعَهُ )
: لِيَحْصُل لَهُ ثَوَاب الْجَمَاعَة فَيَكُون كَأَنَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ صَدَقَة . قَالَ الْمُظْهِر : سَمَّاهُ صَدَقَة لِأَنَّهُ يَتَصَدَّق عَلَيْهِ بِثَوَابِ سِتّ وَعِشْرِينَ دَرَجَة ، إِذْ لَوْ صَلَّى مُنْفَرِدًا لَمْ يَحْصُل لَهُ إِلَّا ثَوَاب صَلَاة وَاحِدَة . قَالَ الطِّيبِيُّ : قَوْله فَيُصَلِّي مَنْصُوب لِوُقُوعِهِ جَوَاب قَوْله أَلَا رَجُل ، كَقَوْلِك : أَلَا تَنْزِل فَتُصِيب خَيْرًا ، وَقِيلَ الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ وَلَا بِمَعْنَى لَيْسَ ، فَعَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَرْفُوع عَطْفًا عَلَى الْخَبَر وَهَذَا أَوْلَى كَذَا فِي الْمِرْقَاة . وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى جَوَاز أَنْ يُصَلِّي الْقَوْم جَمَاعَة فِي مَسْجِد قَدْ صُلِّيَ فِيهِ مَرَّة . قَالَ التِّرْمِذِيّ : وَهُوَ قَوْل غَيْر وَاحِد مِنْ أَهْل الْعِلْم مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرهمْ مِنْ التَّابِعِينَ ، قَالُوا : لَا بَأْس أَنْ يُصَلِّي الْقَوْم جَمَاعَة فِي مَسْجِد قَدْ صُلِّيَ فِيهِ ، وَبِهِ يَقُول أَحْمَد وَإِسْحَاق . وَقَالَ آخَرُونَ مِنْ أَهْل الْعِلْم : يُصَلُّونَ فُرَادَى ، وَبِهِ يَقُول سُفْيَان وَابْن الْمُبَارَك وَمَالِك وَالشَّافِعِيّ يَخْتَارُونَ الصَّلَاة فُرَادَى . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ وَقَالَ حَدِيث حَسَن ، وَفِيهِ : فَقَامَ رَجُل فَصَلَّى مَعَهُ ، اِنْتَهَى .@

الصفحة 282