كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

: قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ اِلْتِفَات مِنْ الْغَيْبَة عَلَى سَبِيل التَّجْرِيد لِأَنَّ الْأَصْل أَنْ يُقَال أُصَلِّي فِي مَنْزِلِي بَدَل قَوْله يُصَلِّي أَحَدنَا . اِنْتَهَى . وَالْأَظْهَر كَانَ الْأَصْل أَنْ يُقَال فَيُصَلِّي مَعَهُمْ فَالْتَفَتَ . قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة
( فَأَجِد فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا )
: أَيْ شُبْهَة
( فَقَالَ أَبُو أَيُّوب سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُشَار إِلَيْهِ بِذَلِكَ الْأَوَّل وَالثَّالِث أَيْ الْآتِي وَهُوَ مَا كَانَ يَفْعَلهُ الرَّجُل مِنْ إِعَادَة الصَّلَاة مَعَ الْجَمَاعَة بَعْدَمَا صَلَّاهَا مُنْفَرِدًا
( فَقَالَ ذَلِكَ )
: الظَّاهِر أَنَّ الْمُشَار إِلَيْهِ هُنَا الرَّجُل خِلَاف مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ
( لَهُ سَهْم جَمْع )
: قَالَ الْإِمَام الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد أَنَّهُ سَهْم مِنْ الْخَيْر جُمِعَ لَهُ حَظَّانِ ، وَفِيهِ وَجْه آخَر . قَالَ الْأَخْفَش : سَهْم جَمْع يُرِيد سَهْم الْجَيْش هُوَ السَّهْم مِنْ الْغَنِيمَة . قَالَ : الْجَمْع هَاهُنَا الْجَيْش ، اُسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ } وَيَقُول { يَوْم اِلْتَقَى الْجَمْعَانِ } وَبِقَوْلِهِ { سَيُهْزَمُ الْجَمْع وَيُوَلُّونَ الدُّبُر } اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي الْمِرْقَاة : أَيْ نَصِيب مِنْ ثَوَاب الْجَمَاعَة . قَالَ الطِّيبِيُّ : فَأَجِد فِي نَفْسِي ، أَيْ أَجِد فِي نَفْسِي مِنْ فِعْل ذَلِكَ حَزَازَة هَلْ ذَلِكَ لِي أَوْ عَلَيَّ ، فَقِيلَ لَهُ سَهْم جَمْع ، أَيْ ذَلِكَ لَك لَا عَلَيْك . وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَعْنَى إِنِّي أَجِد مِنْ فِعْل ذَلِكَ رَوْحًا أَوْ رَاحَة ، فَقِيلَ : ذَلِكَ الرَّوْح نَصِيبك مِنْ صَلَاة الْجَمَاعَة ، وَالْأَوَّل أَوْجَه . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِيهِ رَجُل مَجْهُول .
491 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَلَى الْبَلَاط )
: بِفَتْحِ الْبَاء ضَرْب مِنْ الْحِجَارَة يُفْرَش بِهِ الْأَرْض ثُمَّ سُمِّيَ@

الصفحة 286