كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْمَكَان بَلَاطًا اِتِّسَاعًا وَهُوَ مَوْضِع مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ . قَالَهُ الطِّيبِيُّ وَفِي الْمِصْبَاح : الْبَلَاط كُلّ شَيْء فُرِشَتْ بِهِ الدَّار مِنْ حَجَر وَغَيْره
( وَهُمْ )
: أَيْ أَهْله
( لَا تُصَلُّوا صَلَاة فِي يَوْم مَرَّتَيْنِ )
: قَالَ الْإِمَام الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : هَذِهِ صَلَاة الْإِيثَار وَالِاخْتِيَار دُون مَا كَانَ لَهَا سَبَب ، كَالرَّجُلِ يُدْرِك الْجَمَاعَة وَهُمْ يُصَلُّونَ فَيُصَلِّي مَعَهُمْ لِيُدْرِك فَضِيلَة الْجَمَاعَة تَوْفِيقًا بَيْن الْأَخْبَار وَرَفْعًا لِلِاخْتِلَافِ بَيْنهمَا . اِنْتَهَى . قَالَ فِي الِاسْتِذْكَار : اِتَّفَقَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ عَلَى أَنَّ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تُصَلُّوا صَلَاة فِي يَوْم مَرَّتَيْنِ " أَنَّ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُل صَلَاة مَكْتُوبَة عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُوم بَعْد الْفَرَاغ مِنْهَا فَيُعِيدهَا عَلَى جِهَة الْفَرْض أَيْضًا ، وَأَمَّا مَنْ صَلَّى الثَّانِيَة مَعَ الْجَمَاعَة عَلَى أَنَّهَا نَافِلَة اِقْتِدَاء بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْره بِذَلِكَ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ إِعَادَة الصَّلَاة فِي يَوْم مَرَّتَيْنِ ، لِأَنَّ الْأُولَى فَرِيضَة وَالثَّانِيَة نَافِلَة ، فَلَا إِعَادَة حِينَئِذٍ . كَذَا فِي النَّيْل . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَفِي إِسْنَاده عَمْرو بْن شُعَيْب وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ وَهُوَ مَحْمُول عَلَى صَلَاة الِاخْتِيَار دُون مَاله سَبَب كَالرَّجُلِ يُصَلِّي ثُمَّ يُدْرِك جَمَاعَة فَيُصَلِّي مَعَهُمْ اِنْتَهَى .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قُلْت : فِي ضَبْطه وَجْهَانِ : الْأَوَّل : جِمَاع بِكَسْرِ الْجِيم وَفَتْح الْمِيم الْمُخَفَّفَة وَجِمَاع الشَّيْء جَمْعه لِأَنَّ الْجِمَاع مَا جَمَعَ عَدَدًا يُقَال الْخَمْر جِمَاع الْإِثْم أَيْ مَجْمَعه وَمَظِنَّته ، وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ " وَلَا جِمَاع لَنَا فِيمَا بَعْد " أَيْ لَا اِجْتِمَاع لَنَا ، وَفِي حَدِيث آخَر @

الصفحة 287