كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْجَوْهَرِيّ : الْمِلْحَفَة : وَاحِدَة الْمَلَاحِف وَتَلَحَّفَ بِالْمِلْحَفَةِ وَاللِّحَاف ، وَالْتَحَفَ وَلُحِّفَ بِهِمَا : تَغَطَّى بِهِمَا . اِنْتَهَى . فَإِذَا عَرَفْت هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ الْمِلْحَفَة وَاللِّحَاف وَالْمِلْحَفَة ، وَإِنْ كَانَ يُطْلَق عَلَى اللِّبَاس الَّذِي فَوْق سَائِر اللِّبَاس مِنْ دِثَار الْبُرْد وَنَحْوه ، لَكِنْ يُطْلَق أَيْضًا عَلَى كُلّ ثَوْب يَتَغَطَّى بِهِ . وَلِذَا قَالَ أَبُو عُبَيْد : اللِّحَاف : كُلّ مَا تَغَطَّيْت بِهِ . فَإِذَا مَعْنَى قَوْلهَا : لَا يُصَلِّي فِي شُعُرنَا أَوْ لُحُفنَا وَاحِد لِأَنَّ الشِّعَار هُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد ، وَاللِّحَاف يُطْلَق عَلَى مَا تَغَطَّيْت بِهِ أَعَمّ مِنْ أَنَّ يَكُون يَلِي الْجَسَد أَوْ فَوْق اللِّبَاس وَاَللَّه أَعْلَم
( سَأَلْت مُحَمَّدًا )
: يَعْنِي اِبْن سِيرِينَ
( عَنْهُ )
: أَيْ عَنْ هَذَا الْحَدِيث الْمَذْكُور
( فَلَمْ يُحَدِّثنِي )
: بِهَذَا الْحَدِيث
( وَقَالَ )
: مُحَمَّد مُعْتَذِرًا
( سَمِعْته مُنْذُ زَمَان وَلَا أَدْرِي مِمَّنْ سَمِعْته )
: أَيْ لَا أَحْفَظ اِسْم شَيْخِي فِي هَذَا الْحَدِيث
( وَلَا أَدْرِي أَسَمِعْته )
: بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَام
( مِنْ ثَبَت )
: بِفَتْحَتَيْنِ يُقَال رَجُل ثَبَت إِذَا كَانَ عَدْلًا ضَابِطًا ، وَمِنْهُ قِيلَ الْمَحَجَّة : ثَبَت وَالْجَمْع أَثَبَات مِثْل سَبَب وَأَسْبَاب ، وَرَجُل ثَبْت بِسُكُونِ الْبَاء مُتَثَبِّت فِي أُمُوره
( فَسَلُوا عَنْهُ )
: أَيْ فَاسْأَلُوا عَنْ هَذَا الْحَدِيث غَيْرِي مِنْ الْعُلَمَاء .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ فِي الْأَمْر الْمَنْهِيّ عَنْهُ وَهُوَ الصَّلَاة فِي شُعُر النِّسَاء أَيْ جَوَاز ذَلِكَ .@

الصفحة 29