كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

فِي الْخَبَر ، وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : " كُنَّا بِمَاءِ مَمَرّ النَّاس يَمُرّ بِنَا الرُّكْبَان "
( وَقَالَ يَؤُمّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ فَكُنْت أَقْرَأهُمْ لِمَا كُنْت أَحْفَظ )
: وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : " وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَد أَكْثَر قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْت أَتَلَقَّى مِنْ الرُّكْبَان "
( فَقَدَّمُونِي )
: أَيْ لِلْإِمَامَةِ
( وَعَلَيَّ بُرْدَة لِي صَغِيرَة )
: الْبُرْدَة كِسَاء صَغِير مُرَبَّع ، وَيُقَال كِسَاء أَسْوَد صَغِير وَبِهِ كُنِّيَ أَبُو بُرْدَة
( تَكَشَّفَتْ عَنِّي )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ اِنْكَشَفَتْ أَيْ اِرْتَفَعَتْ عَنِّي لِقِصَرِهَا وَضِيقهَا حَتَّى يَظْهَر شَيْء مِنْ عَوْرَتِي . وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : تَقَلَّصَتْ عَنِّي وَمَعْنَاهُ اِجْتَمَعَتْ وَانْضَمَّتْ وَارْتَفَعَتْ إِلَى أَعَالِي الْبَدَن
( وَارُوا عَنَّا )
: أَيْ اُسْتُرُوا عَنْ قِبَلنَا أَوْ عَنْ جِهَتنَا
( عُمَانِيًّا )
: نِسْبَة إِلَى عُمَان بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف مَوْضِع عِنْد الْبَحْرَيْنِ
( فَرَحِي بِهِ )
: أَيْ مِثْل فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيص إِمَّا لِأَجْلِ حُصُول التَّسَتُّر ، وَعَدَم تَكَلُّف الضَّبْط ، وَخَوْف الْكَشْف ، وَإِمَّا فَرِحَ بِهِ كَمَا هُوَ عَادَة الصِّغَار بِالثَّوْبِ الْجَدِيد
( فَكُنْت أَؤُمّهُمْ وَأَنَا اِبْن سَبْع أَوْ ثَمَان سِنِينَ )
: قَالَ فِي سُبُل السَّلَام : فِيهِ دَلِيل لِمَا قَالَهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالشَّافِعِيّ وَإِسْحَاق مِنْ أَنَّهُ لَا كَرَاهَة فِي إِمَامَة الْمُمَيِّز وَكَرِهَهَا مَالِك وَالثَّوْرِيُّ ، وَعَنْ أَحْمَد وَأَبِي حَنِيفَة رِوَايَتَانِ وَالْمَشْهُور عَنْهُمَا الْأُخْرَى فِي النَّوَافِل دُون الْفَرَائِض ، قَالُوا وَلَا حُجَّة فِي قِصَّة عَمْرو هَذِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْوِ أَنَّهُ كَانَ عَنْ أَمْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَقْرِيره وَأُجِيبَ بِأَنَّ دَلِيل الْجَوَاز وُقُوع ذَلِكَ @

الصفحة 294