كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

مُتَقَارِبَيْنِ )
: وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طَرِيق حَفْص بْن غِيَاث عَنْ خَالِد الْحَذَّاء وَقَالَ فِيهِ قَالَ الْحَذَّاء : وَكَانَا مُتَقَارِبَيْنِ فِي الْقِرَاءَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُسْتَنَد أَبِي قِلَابَةَ فِي ذَلِكَ هُوَ إِخْبَار مَالِك بْن الْحُوَيْرِث ، كَمَا أَنَّ مُسْتَنَد الْحَذَّاء هُوَ إِخْبَار أَبِي قِلَابَةَ لَهُ بِهِ ، فَيَنْبَغِي الْإِدْرَاج عَنْ الْإِسْنَاد وَاَللَّه أَعْلَم . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ بِنَحْوِهِ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا .
499 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لِيُؤَذِّن لَكُمْ )
: أَمْر اِسْتِحْبَاب
( خِيَاركُمْ )
. أَيْ مَنْ هُوَ أَكْثَر صَلَاحًا لِيَحْفَظ نَظَره عَنْ الْعَوْرَات وَيُبَالِغ فِي مُحَافَظَة الْأَوْقَات . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْخِيَار خِلَاف الْأَشْرَار ، وَالْخِيَار الِاسْم مِنْ الِاخْتِيَار ، وَإِنَّمَا كَانُوا خِيَارًا لِمَا وَرَدَ أَنَّهُمْ أُمَنَاء لِأَنَّ أَمْر الصَّائِم مِنْ الْإِفْطَار وَالْأَكْل وَالشُّرْب وَالْمُبَاشَرَة مَنُوط إِلَيْهِمْ ، وَكَذَا أَمْر الْمُصَلِّي لِحِفْظِ أَوْقَات الصَّلَاة يَتَعَلَّق بِهِمْ ، فَهُمْ بِهَذَا الِاعْتِبَار مُخْتَارُونَ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ كَذَا فِي الْمِرْقَاة
( وَلْيَؤُمَّكُمْ )
: بِسُكُونِ اللَّام وَتُكْسَر
( قُرَّاؤُكُمْ )
: بِضَمِّ الْقَاف وَتَشْدِيد الرَّاء وَكُلَّمَا يَكُون أَقْرَأ فَهُوَ أَفْضَل إِذَا كَانَ عَالِمًا بِمَسَائِل الصَّلَاة فَإِنَّ أَفْضَل الْأَذْكَار وَأَطْوَلهَا وَأَصْعَبهَا فِي الصَّلَاة إِنَّمَا هُوَ الْقِرَاءَة ، وَفِيهِ تَعْظِيم لِكَلَامِ اللَّه وَتَقْدِيم قَارِئِهِ ، وَإِشَارَة إِلَى عُلُوّ مَرْتَبَته فِي الدَّارَيْنِ ، كَمَا كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُر بِتَقْدِيمِ الْأَقْرَأ فِي الدَّفْن . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَفِي إِسْنَاده الْحُسَيْن بْن عِيسَى الْحَنَفِيّ الْكُوفِيّ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زُرْعَة الرَّازِيَّانِ ، وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّ الْحُسَيْن بْن عِيسَى تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيث عَنْ الْحَكَم بْن أَبَانَ .@

الصفحة 299