كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

فَاعِل اِحْتَلَمَ هُوَ هَمَّام بْن الْحَارِث . وَفِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ طَرِيق شُبَيْب بْن غَرْقَدَةَ عَنْ عَبْد اللَّه بْنِ شِهَاب الْخَوْلَانِيِّ قَالَ " كُنْت نَازِلًا عَلَى عَائِشَة فَاحْتَلَمْت فِي ثَوْبِي " الْحَدِيث فَيَظْهَر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّ الْمُحْتَلِم هُوَ عَبْد اللَّه بْن شِهَاب الْخَوْلَانِيُّ فَيُحْمَلَانِ عَلَى الْوَاقِعَتَيْنِ وَالْقَضِيَّتَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم
( فَأَخْبَرْت )
: الْجَارِيَة
( وَأَنَا أَفْرُكهُ )
: بِضَمِّ الرَّاء مِنْ بَاب نَصَرَ وَقَدْ تُكْسَر . قَالَ الطِّيبِيُّ : الْفَرْك الدَّلْك حَتَّى يَذْهَب الْأَثَر مِنْ الثَّوْب . وَفِي الْمِصْبَاح فَرَكْته مِثْل حَتَتّهُ وَهُوَ أَنْ تَحُكّهُ بِيَدِك حَتَّى يَتَفَتَّت وَيَتَقَشَّر
( وَرَوَاهُ الْأَعْمَش كَمَا رَوَاهُ الْحَكَم )
. أَيْ أَنَّ الْحَكَم وَالْأَعْمَش كِلَيْهِمَا يَرْوِيَانِ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ عَنْ هَمَّام بْن الْحَارِث عَنْ عَائِشَة ، وَحَدِيث الْأَعْمَش عِنْد مُسْلِم . وَأَمَّا حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان وَمُغِيرَة وَوَاصِل فَكُلّهمْ يَرْوُونَ عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ الْأَسْوَد كَمَا سَيَجِيءُ .
317 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَيُصَلِّي فِيهِ )
: وَلَفْظ مُسْلِم " لَقَدْ رَأَيْتنِي أَفْرُكهُ مِنْ ثَوْب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ " وَلِلطَّحَاوِيِّ مِنْ طَرِيق أَبِي مَعْشَر عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة وَالْأَسْوَد عَنْ عَائِشَة قَالَتْ " كُنْت أَفْرُك الْمَنِيّ مِنْ ثَوْب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِي ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ وَلَا يَغْسِلهُ " فَفِي هَذِهِ الرِّوَايَات رَدّ عَلَى مَنْ قَالَ الثَّوْب الَّذِي اِكْتَفَتْ فِيهِ بِالْفَرْكِ ثَوْب النَّوْم وَالثَّوْب الَّذِي غَسَلَتْهُ ثَوْب @

الصفحة 31