كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

509 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَصُرِعَ عَنْهُ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ سَقَطَ
( فَجُحِشَ )
: بِضَمِّ الْجِيم وَكَسْر الْحَاء أَيْ انْخَدَشَ وَجُحِشَ مُتَعَدٍّ
( شِقّه الْأَيْمَن )
: أَيْ تَأَثَّرَ مَنَعَهُ اِسْتِطَاعَة الْقِيَام
( فَصَلَّى صَلَاة مِنْ الصَّلَوَات )
: أَيْ الْمَكْتُوبَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر مِنْ الْعِبَارَة
( وَهُوَ قَاعِد )
: جُمْلَة حَالِيَّة
( لِيُؤْتَمّ بِهِ )
: أَيْ لِيُقْتَدَى بِهِ
( فَصَلُّوا قِيَامًا )
: مَصْدَر أَيْ ذَوِي قِيَام أَوْ جَمْع أَيْ قَائِمِينَ وَنَصْبه عَلَى الْحَالِيَّة
( جُلُوسًا )
: جَمْع جَالِس أَيْ جَالِسِينَ
( أَجْمَعُونَ )
: تَأْكِيد لِلضَّمِيرِ الْمَرْفُوع فِي " فَصَلُّوا " قَالَ الْإِمَام الْخَطَّابِيّ فِي الْمَعَالِم : ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيث مِنْ رِوَايَة جَابِر وَأَبِي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَلَمْ يَذْكُر صَلَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ آخِر مَا صَلَّاهَا بِالنَّاسِ وَهُوَ قَاعِد وَالنَّاس خَلْفه قِيَام وَهُوَ آخِر الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمِنْ عَادَة أَبِي دَاوُدَ فِيمَا أَنْشَأَهُ مِنْ أَبْوَاب هَذَا الْكِتَاب أَنْ يَذْكُر الْحَدِيث فِي بَابه وَيَذْكُر الْحَدِيث الَّذِي يُعَارِضهُ فِي بَاب آخَر عَلَى أَثَره وَلَمْ أَجِدهُ فِي شَيْء مِنْ النُّسَخ فَلَسْت أَدْرِي كَيْف أَغْفَلَ ذِكْر هَذِهِ الْقِصَّة وَهِيَ مِنْ أُمَّهَات السُّنَن وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَكْثَر الْفُقَهَاء . وَنَحْنُ نَذْكُرهُ لِتَحْصُل فَائِدَة وَيُحْفَظ عَلَى الْكِتَاب رَسْمه وَعَادَته . ثُمَّ ذَكَرَ الْخَطَّابِيّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِشَة حَدِيث صَلَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِر مَا صَلَّاهَا بِالنَّاسِ وَهُوَ قَاعِد وَالنَّاس خَلْفه قِيَام . وَفِي آخِر الْحَدِيث " فَأَقَامَهُ فِي مَقَامه وَجَعَلَهُ عَنْ يَمِينه فَقَعَدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ بِالنَّاسِ فَجَعَلَ أَبُو بَكْر يُكَبِّر بِتَكْبِيرِهِ وَالنَّاس يُكَبِّرُونَ بِتَكْبِيرِ أَبِي بَكْر " قَالَ الْخَطَّابِيّ : قُلْت@

الصفحة 311