كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)
مِنْ الْفِقْه جَوَاز صَلَاة الْجَمَاعَة فِي التَّطَوُّع وَفِيهِ جَوَاز صَلَاة الْمُنْفَرِد خَلْف الصَّفّ لِأَنَّ الْمَرْأَة قَامَتْ وَحْدهَا مِنْ وَرَائِهِمَا ، وَفِيهِ دَلِيل أَنَّ إِمَامَة الْمَرْأَة لِلرِّجَالِ غَيْر جَائِزَة لِأَنَّهَا لَمَّا زَحَمَتْ عَنْ مُسَاوَاتهمْ مِنْ مَقَام الصَّفّ كَانَتْ مِنْ أَنْ تَتَقَدَّمهُمْ أَبْعَد ، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى وُجُوب تَرْتِيب مَوَاقِف الْمَأْمُومِينَ وَأَنَّ الْأَفْضَل يُقَدَّم عَلَى مَنْ دُونه فِي الْفَضْل ، وَلِذَلِكَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَام وَالنُّهَى " . وَعَلَى هَذَا الْقِيَاس إِذَا صَلَّى عَلَى جَمَاعَة مِنْ الْمَوْتَى فِيهِمْ رِجَال وَنِسَاء وَصِبْيَان وَخَنَاثَى فَإِنَّ الْأَفْضَلِينَ مِنْهُمْ يَلُونَ الْإِمَام فَيَكُون الرِّجَال أَقْرَبهمْ مِنْهُ ثُمَّ الصِّبْيَان ثُمَّ الْخَنَاثَى ثُمَّ النِّسْوَانِ ، وَإِنْ دُفِنُوا فِي قَبْر وَاحِد كَانَ أَفْضَلهمْ أَقْرَبهمْ إِلَى الْقِبْلَة ثُمَّ الَّذِي يَلِيه هُوَ أَفْضَل وَتَكُون الْمَرْأَة آخِرهمْ إِلَّا أَنَّهُ يَكُون بَيْنهَا وَبَيْن الرِّجَال حَاجِز مِنْ لَبِن أَوْ نَحْوه . اِنْتَهَى .
518 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اِسْتَأْذَنَ عَلْقَمَة وَالْأَسْوَد عَلَى عَبْد اللَّه )
: أَيْ اِبْن مَسْعُود
( فَصَلَّى بَيْنِي وَبَيْنه )
: أَيْ صَلَّى اِبْن مَسْعُود بَيْن الْأَسْوَد وَالْعَلْقَمَة بِأَنْ جَعَلَ أَحَدهمَا عَنْ يَمِينه وَالْآخَر عَنْ يَسَاره وَقَامَ وَهُوَ بَيْنهمَا وَلَمْ يَتَقَدَّم . قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي فَتْح الْبَارِي : وَأَجَابَ عَنْهُ اِبْن سِيرِينَ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِضِيقِ الْمَكَان رَوَاهُ الطَّحَاوِيُّ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَفِي إِسْنَاده هَارُون بْن عَنْتَرَة وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضهمْ ، وَقَالَ أَبُو عُمَر النَّمَرِيّ : وَهَذَا الْحَدِيث لَا يَصِحّ رَفْعه وَالصَّحِيح فِيهِ عِنْدهمْ@
الصفحة 321