كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

525 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن يَزِيد الْخَطْمِيّ )
: مَنْسُوب إِلَى خَطْمَة بِفَتْحِ الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان الطَّاء بَطْن مِنْ الْأَوْس ، وَكَانَ عَبْد اللَّه الْمَذْكُور أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَة فِي زَمَن اِبْن الزُّبَيْر
( وَهُوَ غَيْر كَذُوب )
: قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين : الْقَائِل وَهُوَ غَيْر كَذُوب هُوَ أَبُو إِسْحَاق . قَالَ : وَمُرَاده أَنَّ عَبْد اللَّه بْن يَزِيد غَيْر كَذُوب . وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ الْبَرَاء غَيْر كَذُوب لِأَنَّ الْبَرَاء صَحَابِيّ لَا يَحْتَاج إِلَى تَزْكِيَته وَلَا يُحْسِن فِيهِ هَذَا الْقَوْل ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ اِبْن مَعِين خَطَأ عِنْد الْعُلَمَاء بَلْ الصَّوَاب أَنَّ الْقَائِل غَيْر كَذُوب هُوَ عَبْد اللَّه بْن يَزِيد ، وَمُرَاده أَنَّ الْبَرَاء غَيْر كَذُوب ، وَمَعْنَاهُ تَقْوِيَة الْحَدِيث وَتَفْخِيمه وَالْمُبَالَغَة فِي تَمْكِينه مِنْ النَّفْس لَا التَّزْكِيَة الَّتِي تَكُون فِي مَشْكُوك فِيهِ . وَنَظِيره قَوْل اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حَدَّثَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِق الْمَصْدُوق . وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي مُسْلِم الْخَوْلَانِيِّ حَدَّثَنِي الْحَبِيب الْأَمِين عَوْف بْن مَالِك الْأَشْجَعِيّ ، وَنَظَائِره كَثِيرَة ، فَمَعْنَى الْكَلَام حَدَّثَنِي الْبَرَاء وَهُوَ غَيْر مُتَّهَم كَمَا عَلِمْتُمْ فَثِقُوا بِمَا أُخْبِركُمْ عَنْهُ . وَقَوْل اِبْن مَعِين : إِنَّ الْبَرَاء صَحَابِيّ فَيُنَزَّه عَنْ هَذَا الْكَلَام لَا وَجْه لَهُ ، لِأَنَّ عَبْد اللَّه بْن يَزِيد صَحَابِيّ أَيْضًا مَعْدُود فِي الصَّحَابَة . كَذَا قَالَ النَّوَوِيّ
( أَنَّهُمْ كَانُوا )
: أَيْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَامُوا قِيَامًا )
: أَيْ بَقُوا قَائِمِينَ
( فَإِذَا رَأَوْهُ )
: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ .@

الصفحة 328