كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

526 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَلَا يَحْنُو أَحَد مِنَّا ظَهْره )
: قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : حَنَيْت ظَهْرِي ، وَحَنَيْت الْعُود عَطَفْته وَحَنَوْت لُغَة . قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : لَمْ يَحْنِ أَحَد مِنَّا ظَهْره أَيْ لَمْ يَثْنِهِ لِلرُّكُوعِ ، يُقَال حَنَى يَحْنِي وَيَحْنُو . اِنْتَهَى . وَقَالَ السُّيُوطِيُّ : حَنَا ظَهْره يَحْنُو وَيَحْنِي ثَنَاهُ . اِنْتَهَى . وَالْمَعْنَى أَيْ لَمْ يَعْوِجْ ظَهْره وَهُوَ مِنْ بَاب نَصَرَ وَضَرَبَ وَاَللَّه أَعْلَم
( يَضَع )
: أَيْ ظَهْره أَوْ جَبْهَته . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
527 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( حَتَّى يَرَوْنَهُ )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ يَرَوْهُ
( قَدْ وَضَعَ جَبْهَته بِالْأَرْضِ )
: وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ " حَتَّى يَقَع سَاجِدًا " قَالَ الْحَافِظ : وَاسْتَدَلَّ بِهِ اِبْن الْجَوْزِيّ عَلَى أَنَّ الْمَأْمُوم لَا يَشْرَع فِي الرُّكْن حَتَّى يُتِمّهُ الْإِمَام ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا التَّأَخُّر حَتَّى يَتَلَبَّس الْإِمَام بِالرُّكْنِ الَّذِي يَنْتَقِل إِلَيْهِ بِحَيْثُ يَشْرَع الْمَأْمُوم بَعْد شُرُوعه وَقَبْل الْفَرَاغ مِنْهُ . وَوَقَعَ فِي حَدِيث عَمْرو بْن حُرَيْث عِنْد مُسْلِم " فَكَانَ لَا يَحْنِي أَحَد مِنَّا ظَهْره حَتَّى يَسْتَتِمّ سَاجِدًا " ، وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيث أَنَس " حَتَّى يَتَمَكَّن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ السُّجُود " وَهُوَ أَوْضَح فِي اِنْتِفَاء الْمُقَارَنَة . اِنْتَهَى .@

الصفحة 329