كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَفَتْح الْقَاف جَمْع بُقْعَة . قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْبُقَع اِخْتِلَاف اللَّوْنَيْنِ قَالَهُ الْحَافِظ . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ كَلَام عَائِشَة أَوْ يَكُون شَكًّا مِنْ أَحَد الرُّوَاة وَالْحَدِيث أَخْرَجَه الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كُتُبهمْ . قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي طَهَارَة الْمَنِيّ وَنَجَاسَته ، فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بِطَهَارَتِهِ ، وَقَالَ مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة بِنَجَاسَتِهِ . وَاَلَّذِينَ قَالُوا بِنَجَاسَتِهِ اِخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة إِزَالَته ، فَقَالَ مَالِك يَغْسِل رِطَبه وَيَابِسه ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة يَغْسِل رِطَبه وَيَفْرُك يَابِسه . أَمَّا مَالِك فَعَمِلَ بِالْقِيَاسِ فِي الْحُكْمَيْنِ أَعْنِي نَجَاسَته وَإِزَالَته بِالْمَاءِ اِنْتَهَى . وَأَمَّا بَسْط الدَّلَائِل مَعَ مَا لَهَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَا هُوَ الْحَقّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة فَمَذْكُور فِي غَايَة الْمَقْصُود شَرْح سُنَن أَبِي دَاوُدَ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الصَّبِيّ الْغُلَام وَالْجَمْع صِبْيَة وَصِبْيَان . وَقَالَ اِبْن سِيدَهْ عَنْ ثَابِت يَكُون صِبْيَان مَا دَامَ رَضِيعًا . وَفِي الْمُنْتَخَب لِلْكُرَاعِ : أَوَّل مَا يُولَد الْوَلَد يُقَال لَهُ وَلِيد وَطِفْل وَصَبِيّ . وَقَالَ بَعْض أَئِمَّة اللُّغَة : مَا دَامَ الْوَلِيد فِي بَطْن أُمّه جَنِين ، فَإِذَا وَلَدْته يُسَمَّى صَبِيًّا مَا دَامَ رَضِيعًا ، فَإِذَا فُطِمَ يُسَمَّى غُلَامًا إِلَى سَبْع سِنِينَ . ذَكَرَهُ الْعَلَامَة الْعَيْنِيّ .
319 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَتَتْ بِابْنِ لَهَا صَغِير )
: بِالْجَرِّ صِفَة لِابْنِ
( لَمْ يَأْكُل الطَّعَام )
: يَحْتَمِل أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنَّهُ لَمْ يَتَقَوَّت الطَّعَام وَلَمْ يَسْتَغْنِ بِهِ عَنْ الرِّضَاع ، وَيَحْتَمِل أَنَّهَا جَاءَتْ بِهِ عِنْد وِلَادَته لِيُحَنِّكهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَحْمِل النَّفْي عَلَى عُمُومه@

الصفحة 33