كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

يَجْعَلهُ فِي حِلّ مِنْ الذُّنُوب ، وَهُوَ أَنْ يَغْفِر لَهُ وَلَا فِي أَنْ يَمْنَعهُ وَيَحْفَظهُ مِنْ سُوء الْأَعْمَال أَوْ فِي أَنْ يَحِلّ لَهُ الْجَنَّة وَفِي أَنْ يُحَرِّم عَلَيْهِ النَّار ، أَوْ لَيْسَ هُوَ فِي فِعْل حَلَال وَلَا لَهُ اِحْتِرَام عِنْد اللَّه تَعَالَى وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود ( بَيْنَمَا رَجُل يُصَلِّي مُسْبِلًا إِزَاره ) : أَيْ مُرْسِله أَسْفَل مِنْ الْكَعْبَيْنِ تَبَخْتُرًا وَخُيَلَاء وَإِطَالَة الذَّيْل مَكْرُوهَة عِنْد أَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ فِي الصَّلَاة وَغَيْرهَا ، وَمَالِك يُجَوِّزهَا فِي الصَّلَاة دُون الْمَشْي لِظُهُورِ الْخُيَلَاء فِيهِ . كَذَا قَالَ فِي الْمِرْقَاة .
543 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اِذْهَبْ فَتَوَضَّأْ )
قِيلَ : لَعَلَّ السِّرّ فِي أَمْره بِالتَّوَضُّؤِ وَهُوَ طَاهِر أَنْ يَتَفَكَّر الرَّجُل فِي سَبَب ذَلِكَ الْأَمْر فَيَقِف عَلَى مَا يَرْتَكِبهُ مِنْ الْمَكْرُوه وَأَنَّ اللَّه بِبَرَكَةِ أَمْر رَسُوله عَلَيْهِ السَّلَام إِيَّاهُ بِطَهَارَةِ الظَّاهِر يُطَهِّر بَاطِنه مِنْ دَنَس الْكِبْر ، لِأَنَّ طَهَارَة الظَّاهِر مُؤَثِّرَة فِي طَهَارَة الْبَاطِن . ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ
( فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ )
: فَكَأَنَّهُ جَاءَ غَيْر مُسْبِل إِزَاره
( مَا لَك أَمَرْته أَنْ يَتَوَضَّأ )
: أَيْ وَالْحَال أَنَّهُ طَاهِر . قَالَ فِي الْمِرْقَاة بَعْد شَرْح هَذَا الْحَدِيث . وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ أَسْدَلَ ثَوْبه فَدَنَا مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَعَطَفَ عَلَيْهِ ثَوْبه . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي مُخْتَصَره : فِي إِسْنَاده أَبُو جَعْفَر وَهُوَ رَجُل مِنْ أَهْل الْمَدِينَة لَا يُعْرَف@

الصفحة 341