كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

558 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ )
: أَيْ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي
( فَلَا يَضَعْ )
: بِالْجَزْمِ جَوَاب إِذَا
( فَتَكُون عَنْ يَمِين غَيْره )
: أَيْ فَتَقَع نَعْلَاهُ عَلَى يَمِين غَيْره . قَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ بِالنَّصْبِ جَوَابًا لِلنَّهْيِ أَيْ وَضَعَهُ عَنْ يَسَاره مَعَ وُجُود غَيْره سَبَب لِأَنْ تَكُون عَنْ يَمِين صَاحِبه ، يَعْنِي وَفِيهِ نَوْع إِهَانَة لَهُ ، وَعَلَى الْمُؤْمِن أَنْ يُحِبّ لِصَاحِبِهِ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ وَيَكْرَه لَهُ مَا يَكْرَه لِنَفْسِهِ
( إِلَّا أَنْ يَكُون عَنْ يَسَاره أَحَد )
: أَيْ فَيَضَعهُمَا عَنْ يَسَاره . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَبْد الرَّحْمَن بْن قَيْس وَيُشْبِه أَنْ يَكُون الزَّعْفَرَانِيّ الْبَصْرِيّ كُنْيَة أَبُو مُعَاوِيَة لَا يُحْتَجّ بِهِ .
559 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا )
: أَيْ بِوَضْعِهِمَا عَلَى يَمِين أَحَد أَوْ قُدَّامه أَوْ بِوَجْهٍ آخَر مِنْ وُجُوه الْإِيذَاء بِهِمَا
( لِيَجْعَلهُمَا بَيْن رِجْلَيْهِ )
: وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ أَوْ خَلْفه لِئَلَّا يَقَع قُدَّام غَيْره أَوْ لِئَلَّا يَذْهَب خُشُوعه لِاحْتِمَالِ أَنْ يُسْرَق . كَذَا فِي الْمِرْقَاة .@

الصفحة 356