كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ الْحَافِظ : فِي آخِر كِتَاب الْحَيْض مِنْ فَتْح الْبَارِي : الْخُمْرَة بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم . قَالَ الطَّبَرِيُّ : هُوَ مُصَلًّى صَغِير يُعْمَل مِنْ سَعَف النَّخْل سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسَتْرِهَا الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ مِنْ حَرّ الْأَرْض وَبَرْدهَا ، فَإِنْ كَانَتْ كَبِيرَة سُمِّيَتْ حَصِيرًا ، وَكَذَا قَالَ الْأَزْهَرِيّ فِي تَهْذِيبه وَصَاحِبه أَبُو عُبَيْد الْهَرَوِيُّ وَجَمَاعَة بَعْدهمْ ، وَزَادَ فِي النِّهَايَة : وَلَا تَكُون خُمْرَة إِلَّا فِي هَذَا الْمِقْدَار ، قَالَ وَسُمِّيَتْ خُمْرَة لِأَنَّ خُيُوطهَا مَسْتُورَة بِسَعَفِهَا . وَقَالَ الْخَطَّابِيّ : هِيَ سَجَّادَة يَسْجُد عَلَيْهَا الْمُصَلِّي ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي الْفَأْرَة الَّتِي جَرَّتْ الْفَتِيلَة حَتَّى أَلْقَتْهَا عَلَى الْخُمْرَة الَّتِي كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيث . قَالَ : فَفِي هَذَا تَصْرِيح بِإِطْلَاقِ الْخُمْرَة عَلَى مَا زَادَ عَلَى قَدْر الْوَجْه ، قَالَ وَسُمِّيَتْ خُمْرَة لِأَنَّهَا تُغَطِّي الْوَجْه . اِنْتَهَى . قُلْت : وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْخَطَّابِيّ أَخْرَجَهُ الْمُؤَلِّف بِلَفْظِ قَالَ : " جَاءَتْ فَأْرَة تَجُرّ الْفَتِيلَة فَأَلْقَتْهَا بَيْن يَدَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُمْرَة الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْل مَوْضِع الدِّرْهَم فَقَالَ : إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَان يَدُلّ مِثْل هَذِهِ عَلَى هَذَا فَيُحْرِقكُمْ " .
560 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَأَنَا حِذَاءَهُ )
: بِكَسْرِ الْحَاء الْمُهْمَلَة بَعْدهَا قَالَ مُعْجَمَة وَمُدَّة أَيْ وَأَنَا بِجَنْبِهِ
( وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَة )
: قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيّ فِي الْمَعَالِم : الْخُمْرَة سَجَّادَة تُعْمَل مِنْ سَعَف النَّخْل وَتُرْمَل @

الصفحة 357