كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

اِبْن مَاجَهْ وَأَحْمَد وَابْن خُزَيْمَةَ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنه مِنْ وُجُوه كَثِيرَة . وَهَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح فِيهِ دَلِيل صَرِيح عَلَى التَّفْرِقَة بَيْن بَوْل الصَّبِيّ وَالصَّبِيَّة وَأَنَّ بَوْل الصَّبِيّ يَكْفِيه النَّضْح بِالْمَاءِ وَلَا حَاجَة فِيهِ لِلْغَسْلِ ، وَأَنَّ بَوْل الصَّبِيَّة لَا بُدّ لَهُ مِنْ الْغَسْل وَلَا يَكْفِيه النَّضْح .
321 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( حَدَّثَنِي مُحِلٌّ )
: بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْر الْحَاء الْمُهْمَلَة
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَلِّنِي )
: بِتَشْدِيدِ اللَّام الْمَكْسُورَة أَمْر مِنْ التَّوْلِيَة وَتَكُون التَّوْلِيَة اِنْصِرَافًا . قَالَ اللَّه تَعَالَى : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } وَكَذَلِكَ قَوْله : { يُوَلُّوكُمْ الْأَدْبَارَ } وَهِيَ هَاهُنَا اِنْصِرَاف ، يُقَال : تَوَلَّى عَنْهُ إِذَا أَعْرَضَ وَتَوَلَّى هَارِبًا أَيْ أَدْبَرَ . وَالتَّوَلِّي يَكُون بِمَعْنَى الْإِعْرَاض . قَالَ أَبُو مُعَاذ النَّحْوِيّ : قَدْ تَكُون التَّوْلِيَة بِمَعْنَى التَّوَلِّي يُقَال وَلَّيْت وَتَوَلَّيْت بِمَعْنًى وَاحِد . اِنْتَهَى . فَمَعْنَى قَوْله : وَلِّنِي أَيْ اِصْرِفْ عَنِّي وَجْهك وَحَوِّلْهُ إِلَى الْجَانِب الْآخَر
( فَأُوَلِّيه )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم
( قَفَايَ )
: أَيْ ظَهْرِي أَيْ أَصْرِف عَنْهُ وَجْهِي ، وَأَجْعَل ظَهْرِي إِلَى جِهَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَأَسْتُرهُ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( بِهِ )
: أَيْ بِانْصِرَافِ ظَهْرِي إِلَيْهِ عَنْ أَعْيُن النَّاس
( فَأُتِيَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( عَلَى صَدْره )
: يَعْنِي مَوْضِعه مِنْ الثِّيَاب . قَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص : حَدِيث أَبِي السَّمْح أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَزَّار وَالنَّسَائِيُّ @

الصفحة 36