كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

اِسْتِوَائِهَا وَاعْتِدَالهَا
( وَفَقِهْنَا )
. أَيْ فَهِمْنَا التَّسْوِيَة
( إِذَا رَجُل مُنْتَبِذ بِصَدْرِهِ )
: أَيْ مُنْفَرِد بِتَقَدُّمِ صَدْره ، وَفِي رِوَايَة مُسْلِم " فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْره مِنْ الصَّفّ " أَيْ ظَاهِرًا خَارِجًا مِنْ صُدُور أَهْل الصَّفّ
( لَتُسَوُّنَّ صُفُوفكُمْ )
: بِضَمِّ التَّاء الْمُثَنَّاة وَفَتْح السِّين وَضَمّ الْوَاو الْمُشَدَّدَة وَتَشْدِيد النُّون . قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : هَذِهِ اللَّام هِيَ الَّتِي يُتَلَقَّى بِهَا الْقَسَم ، وَالْقَسَم هَاهُنَا مُقَدَّر وَلِهَذَا أَكَّدَهُ بِالنُّونِ الْمُشَدَّدَة اِنْتَهَى . وَالْمُرَاد بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوف اِعْتِدَال الْقَائِمِينَ بِهَا عَلَى سَمْت وَاحِد أَوْ يُرَاد بِهَا سَدّ الْخَلَل الَّذِي فِي الصَّفّ
( أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّه بَيْن وُجُوهكُمْ )
: اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْوَعِيد فَقِيلَ هُوَ عَلَى حَقِيقَته ، وَالْمُرَاد تَشْوِيه الْوَجْه بِتَحْوِيلِ خَلْقه عَنْ وَضْعه بِجَعْلِهِ مَوْضِع الْقَفَا ، أَوْ نَحْو ذَلِكَ ، فَهُوَ نَظِير مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْوَعِيد فِيمَنْ رَفَعَ رَأْسه قَبْل الْإِمَام أَنْ يَجْعَل اللَّه رَأْسه رَأْس حِمَار ، وَيُؤَيِّد حَمْله عَلَى ظَاهِره حَدِيث أُمَامَةَ ( لَتُسَوُّنَّ الصُّفُوف أَوْ لَنَطْمِس الْوُجُوه ) : أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَفِي إِسْنَاده ضَعْف ، وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْمَجَاز كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ الْإِمَام النَّوَوِيّ : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير الْفَصْل الْأَخِير مِنْهُ .
568 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَأَبُو عَاصِم بْن جَوَّاس )
: بِتَشْدِيدِ الْوَاو آخِره مُهْمَلَة الْحَنَفِيّ أَبُو عَاصِم الْكُوفِيّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَص سَلَّام وَابْن الْمُبَارَك وَغَيْرهمَا كَذَا فِي الْخُلَاصَة
( يَتَخَلَّل الصَّفّ )
: أَيْ يَدْخُل بَيْنهمْ
( لَا تَخْتَلِفُوا )
: أَيْ بِالتَّقَدُّمِ وَالتَّأَخُّر فِي الصُّفُوف @

الصفحة 364