كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

( وَسُدُّوا الْخَلَل )
: أَيْ الْفُرْجَة فِي الصُّفُوف
( وَلِينُوا )
: أَيْ كُونُوا لَيِّنِينَ هَيِّنِينَ مُنْقَادِينَ
( بِأَيْدِي إِخْوَانكُمْ )
: أَيْ إِذَا أَخَذُوا بِهَا لِيُقَدِّمُوكُمْ أَوْ يُؤَخِّرُوكُمْ حَتَّى يَسْتَوِي الصَّفّ لِتَنَالُوا فَضْل الْمُعَاوَنَة عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى . وَيَصِحّ أَنْ يَكُون الْمُرَاد لِينُوا بِيَدِ مَنْ يَجُرّكُمْ مِنْ الصَّفّ أَيْ وَافِقُوهُ وَتَأَخَّرُوا مَعَهُ لِتُزِيلُوا عَنْهُ وَصْمَة الِانْفِرَاد الَّتِي أَبْطَلَ بِهَا بَعْض الْأَئِمَّة . وَجَاءَ فِي مُرْسَل عِنْد أَبِي دَاوُدَ : إِنْ جَاءَ فَلَمْ يَجِد خَلَلًا وَاحِدًا فَلْيَخْتَلِجْ إِلَيْهِ رَجُلًا مِنْ الصَّفّ فَلْيَقُمْ مَعَهُ ، فَمَا أَعْظَم أَجْر الْمُخْتَلَج ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ بِنِيَّتِهِ تَحَصَّلَ لَهُ فَضِيلَة مَا فَاتَ عَلَيْهِ مِنْ الصَّفّ مَعَ زِيَادَة مِنْ الْأَجْر الَّذِي هُوَ سَبَب تَحْصِيل فَضِيلَة لِلْغَيْرِ
( وَلَا تَذَرُوا )
: أَيْ لَا تَتْرُكُوا
( فُرُجَات لِلشَّيْطَانِ )
: الْفُرُجَات بِضَمِّ الْفَاء وَالرَّاء جَمْع فُرْجَة بِسُكُونِ الرَّاء
( وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا )
: بِالْحُضُورِ فِيهِ وَسَدِّ الْخَلَل مِنْهُ
( وَصَلَهُ اللَّه )
: أَيْ بِرَحْمَتِهِ
( وَمَنْ قَطَعَ )
: أَيْ بِالْغِيبَةِ أَوْ بِعَدَمِ السَّدّ أَوْ بِوَضْعِ شَيْء مَانِع
( قَطَعَهُ اللَّه )
: أَيْ مِنْ رَحْمَته الشَّامِلَة وَعِنَايَته الْكَامِلَة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا مُتَّصِلًا .@

الصفحة 366