كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

فِي الْأُمُور وَضَبْط النَّفْس عَنْ هَيَجَان الْغَضَب وَيُرَاد بِهِ الْعَقْل لِأَنَّهَا مِنْ مُقْتَضَيَات الْعَقْل وَشِعَار الْعُقَلَاء . وَقِيلَ أُولُو الْأَحْلَام الْبَالِغُونَ ، وَالْحُلُم بِضَمِّ الْحَاء الْبُلُوغ وَأَصْله مَا يَرَاهُ النَّائِم
( وَالنُّهَى )
: بِضَمِّ النُّون جَمْع نُهْيَة وَهُوَ الْعَقْل النَّاهِي عَنْ الْقَبَائِح ، أَيْ لِيَدْنُ مِنِّي الْبَالِغُونَ الْعُقَلَاء لِشَرَفِهِمْ وَمَزِيد تَفَطُّنهمْ وَتَيَقُّظهمْ وَضَبْطهمْ لِصَلَاتِهِ وَإِنْ حَدَثَ بِهِ عَارِض يُخَلِّفُوهُ فِي الْإِمَامَة
( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )
: مَعْنَاهُ الَّذِينَ يَقْرُبُونَ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْوَصْف . قَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث تَقْدِيم الْأَفْضَل فَالْأَفْضَل إِلَى الْإِمَام لِأَنَّهُ أَوْلَى بِالْإِكْرَامِ ، وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا اِحْتَاجَ الْإِمَام إِلَى اِسْتِخْلَاف فَيَكُون هُوَ أَوْلَى ، وَلِأَنَّهُ يَتَفَطَّن لِتَنْبِيهِ الْإِمَام عَلَى السَّهْو لِمَا لَا يَتَفَطَّن لَهُ غَيْره ، وَلْيَضْبِطُوا صِفَة الصَّلَاة وَيَحْفَظُوهَا وَيَنْقُلُوهَا وَيُعَلِّمُوهَا النَّاس وَلِيَقْتَدِيَ بِأَفْعَالِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
( وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَات الْأَسْوَاق )
: بِفَتْحِ الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَة أَيْ اِخْتِلَاطهَا وَالْمُنَازَعَة وَالْخُصُومَات وَارْتِفَاع الْأَصْوَات وَاللَّغَط وَالْفِتَن الَّتِي فِيهَا قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ خَالِد بْن مِهْرَانَ الْحَذَّاء عَنْ أَبِي مَعْشَر زِيَاد بْن كُلَيْب .
578 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَلَى مَيَامِن الصُّفُوف )
: جَمْع مَيْمَنَة وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الْكَوْن فِي يَمِين الصَّفّ@

الصفحة 372