كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

324 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فِي آخَرِينَ )
: أَيْ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيث غَيْر وَاحِد مِنْ شُيُوخنَا وَكَانَ أَحْمَد بْن عَمْرو وَأَحْمَد بْن عَبْدَةَ مِنْهُمْ
( أَنَّ أَعْرَابِيًّا )
: بِفَتْحِ الْهَمْزَة مَنْسُوب إِلَى الْأَعْرَاب وَهُمْ سُكَّان الْبَوَادِي ، وَوَقَعَتْ النِّسْبَة إِلَى الْجَمْع دُون الْوَاحِد فَقِيلَ لِأَنَّهُ جَرَى مَجْرَى الْقَبِيلَة كَأَنَّمَا رَأَوْا لِأَنَّهُ لَوْ نُسِبَ إِلَى الْوَاحِد وَهُوَ عَرَب لَقِيلَ عَرَبِيّ فَيَشْتَبِه الْمَعْنَى لِأَنَّ الْعَرَبِيّ كُلّ مَنْ هُوَ مِنْ وَلَد إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام سَوَاء كَانَ سَاكِنًا بِالْبَادِيَةِ أَوْ بِالْقُرَى وَهَذَا غَيْر الْمَعْنَى الْأَوَّل . قَالَهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدِّين
( لَقَدْ تَحَجَّرْت وَاسِعًا )
: بِصِيغَةِ الْخِطَاب مِنْ بَاب تَفَعَّلَ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَصْل الْحَجْر الْمَنْع ، وَمِنْهُ الْحَجْر عَلَى السَّفِيه وَهُوَ مَنْعه مِنْ التَّصَرُّف فِي مَاله وَقَبْض يَده عَنْهُ ، يَقُول لَهُ : لَقَدْ ضَيَّقْت مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى مَا وَسَّعَهُ ، وَمَنَعْت مِنْهَا مَا أَبَاحَهُ . اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي النِّهَايَة : أَيْ ضَيَّقْت مَا وَسَّعَهُ اللَّه وَخَصَصْت بِهِ نَفْسك دُون غَيْرك . اِنْتَهَى .
( فَأَسْرَعَ النَّاس إِلَيْهِ )
: فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : فَزَجَرَهُ النَّاس ، وَلِمُسْلِمٍ : فَقَالَ الصَّحَابَة : مَهْ مَهْ ، وَلَهُ فِي رِوَايَة أُخْرَى فَصَاحَ النَّاس بِهِ
( فَنَهَاهُمْ النَّبِيّ@

الصفحة 39