كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

كَشْف الْيَدَيْنِ عِنْد الرَّفْع
( ثُمَّ سَجَدَ وَوَضَعَ وَجْهه بَيْن كَفَّيْهِ )
: وَفِي رِوَايَة مُسْلِم : " فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْن كَفَّيْهِ " قَالَ فِي الْمِرْقَاة : أَيْ مُحَاذِيَيْنِ لِرَأْسِهِ . قَالَ اِبْن الْمَلَك : أَيْ وَضَعَ كَفَّيْهِ بِإِزَاءِ مَنْكِبَيْهِ فِي السُّجُود . وَفِيهِ : أَنَّ إِزَاء الْمَنْكِبَيْنِ لَا يُفْهَم مِنْ الْحَدِيث وَلَا هُوَ مُوَافِق لِلْمَذْهَبِ ، وَأَغْرَبَ اِبْن حَجَر أَيْضًا حَيْثُ قَالَ : وَفِيهِ التَّصْرِيح بِأَنَّهُ يُسَنّ لِلْمُصَلِّي وَضْع كَفَّيْهِ عَلَى الْأَرْض حِذَاء مَنْكِبَيْهِ اِتِّبَاعًا لِفِعْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَسَنَده صَحِيح . قُلْت : عَلَى تَقْدِير صِحَّة سَنَده فَمُسَلَّم مُقَدَّم ، لِأَنَّهُ فِي الصِّحَّة مُسَلَّم فَهُوَ أَوْلَى بِالتَّرْجِيحِ ، فَيُحْمَل رِوَايَة غَيْره عَلَى الْجَوَاز وَاَللَّه أَعْلَم . اِنْتَهَى . قُلْت : رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا اِبْن حَجَر هِيَ رِوَايَة أَبِي حُمَيْدٍ الْآتِيَة وَفِيهَا : " ثُمَّ سَجَدَ فَأَمْكَنَ أَنْفه وَجَبْهَته وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْهِ " وَفِي الْبُخَارِيّ فِي حَدِيث أَبِي حُمَيْدٍ : " لَمَّا سَجَدَ وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْهِ " فَقَوْل عَلِيّ الْقَارِي فَهُوَ أَوْلَى بِالتَّرْجِيحِ ، فَيُحْمَل رِوَايَة غَيْره عَلَى الْجَوَاز فِي حَيِّز الْخَفَاء
( قَالَ مُحَمَّد )
: هُوَ اِبْن جُحَادَة
( فَذَكَرْت ذَلِكَ لِلْحَسَنِ بْن أَبِي الْحَسَن )
: هُوَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ ثِقَة فَقِيه فَاضِل مَشْهُور وَكَانَ يُرْسِل كَثِيرًا وَيُدَلِّس هُوَ رَأْس أَهْل الطَّبَقَة الثَّالِثَة ، وَكَانَ شُجَاعًا مِنْ أَشْجَع أَهْل زَمَانه وَكَانَ عَرْض زَنْده شِبْرًا
( لَمْ يَذْكُر@

الصفحة 411