كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْمُرَاد التَّثْنِيَة كَمَا فِي رُكْبَتَيْهِ اِنْتَهَى . قُلْت : النُّسَخ الْمَوْجُودَة عِنْدِي مُخْتَلِفَة هَاهُنَا فَفِي بَعْضهَا بِالْإِفْرَادِ وَفِي بَعْضهَا بِالتَّثْنِيَةِ وَكَذَا فِي بَاب كَيْفَ يَضَع رُكْبَتَيْهِ قَبْل يَدَيْهِ مُخْتَلِفَة أَيْضًا . وَفِي قَوْله نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاعْتَمَدَ عَلَى فَخِذَيْهِ دَلَالَة عَلَى النُّهُوض عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَالِاعْتِمَاد عَلَى الْفَخِذَيْنِ لَا عَلَى الْأَرْض وَيَأْتِي بَحْثه . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : كُلَيْب وَالِد عَاصِم هُوَ كُلَيْب بْن شِهَاب الْجَرْمِيّ الْكُوفِيّ رَوَى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَلَمْ يُدْرِكهُ
628 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَرْفَع إِبْهَامَيْهِ فِي الصَّلَاة إِلَى شَحْمَة أُذُنَيْهِ )
: الشَّحْمَة مَا لَانَ مِنْ أَسْفَلهمَا . قَالَ فِي الْمِرْقَاة : وَهُوَ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة وَمُخْتَار الشَّافِعِيّ . اِنْتَهَى . وَقَالَ الْحَافِظ : وَبِهَذَا أَيْ رَفْع الْيَدَيْنِ حَذْو الْمَنْكِبَيْنِ أَخْذ الشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور ، وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّة إِلَى حَدِيث مَالِك بْن الْحُوَيْرِث الْمُقَدَّم ذِكْره مِنْ عِنْد مُسْلِم . وَفِي لَفْظ لَهُ عَنْهُ : " حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا فُرُوع أُذُنَيْهِ " وَعِنْد أَبِي دَاوُدَ مِنْ رِوَايَة عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِل بْن حُجْرٍ بِلَفْظِ : " حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ " وَرَجَحَ الْأَوَّل لِكَوْنِ إِسْنَاده أَصَحّ . وَرَوَى أَبُو ثَوْر عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنهمَا فَقَالَ يُحَاذِي بِظَهْرِ كَفَّيْهِ الْمَنْكِبَيْنِ وَبِأَطْرَافِ أَنَامِله الْأُذُنَيْنِ . وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة أُخْرَى عَنْ وَائِل عِنْد أَبِي دَاوُدَ بِلَفْظِ : " حَتَّى كَانَتَا حِيَال مَنْكِبَيْهِ وَحَاذَى بِإِبْهَامَيْهِ أُذُنَيْهِ " وَبِهَذَا قَالَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ الْمَالِكِيَّة فِيمَا حَكَاهُ اِبْن شَاس فِي الْجَوَاهِر اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ؛ وَعَبْد الْجَبَّار لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ .@

الصفحة 434