كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
الْأَذَى : كُلّ مَا تَأَذَّيْت بِهِ مِنْ النَّجَاسَة وَالْقَذِر وَالْحَجَر وَالشَّوْك وَغَيْر ذَلِكَ ، وَالذَّيْل بِفَتْحِ الذَّال : هُوَ طَرَف الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْأَرْض وَإِنْ لَمْ يَمَسّهَا ، تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْع ذُيُول ، يُقَال : ذَال الثَّوْب يَذِيل ذَيْلًا طَالَ حَتَّى مَسَّ الْأَرْض .
326 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أُمّ وَلَد لِإِبْرَاهِيم )
: اِسْمهَا حُمَيْدَةُ تَابِعِيَّة صَغِيرَة مَقْبُولَة . ذَكَرَهُ الزَّرْقَانِيُّ . قَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب : حُمَيْدَةُ عَنْ أُمّ سَلَمَة يُقَال هِيَ أُمّ وَلَد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف مَقْبُولَة مِنْ الرَّابِعَة . اِنْتَهَى
( أُطِيل )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة مِنْ الْإِطَالَة
( فِي الْمَكَان الْقَذِر )
: أَيْ النَّجَس وَهُوَ بِكَسْرِ الذَّال ، أَيْ فِي مَكَان ذَا قَذَر
( يُطَهِّرهُ )
: أَيْ الذَّيْل
( مَا بَعْده )
: فِي مَحَلّ الرَّفْع فَاعِل يُطَهِّر ، أَيْ الْمَكَان الَّذِي بَعْد الْمَكَان الْقَذِر بِزَوَالِ مَا يَتَشَبَّث بِالذَّيْلِ مِنْ الْقَذَر . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَانَ الشَّافِعِيّ يَقُول : إِنَّمَا هُوَ فِي مَا جُرَّ عَلَى مَا كَانَ يَابِسًا لَا يَعْلَق بِالثَّوْبِ مِنْهُ شَيْء ، فَأَمَّا إِذَا جُرَّ عَلَى رَطْب فَلَا يُطَهِّرهُ إِلَّا بِالْغَسْلِ . وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : لَيْسَ مَعْنَاهُ إِذَا أَصَابَهُ بَوْل ثُمَّ مَرَّ بَعْده عَلَى الْأَرْض أَنَّهَا تُطَهِّرهُ وَلَكِنَّهُ يَمُرّ بِالْمَكَانِ فَيُقَذِّرهُ ثُمَّ يَمُرّ بِمَكَانِ أَطْيَب مِنْهُ فَيَكُون هَذَا بِذَاكَ لَا عَلَى أَنَّهُ يُصِيبهُ مِنْهُ شَيْء . وَقَالَ مَالِك فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ : إِنَّ الْأَرْض يُطَهِّر بَعْضهَا بَعْضًا ، إِنَّمَا هُوَ أَنْ يَطَأ الْأَرْض الْقَذِرَة ثُمَّ يَطَأ الْأَرْض@

الصفحة 44