كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

طُرُق الْحَدِيث وَلَوْ وَقَفَ عَلَيْهَا لَحَمَلَهُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ كَمَا حَمَلَهُ الْأَئِمَّة . وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى اِسْتِحْبَاب الرَّفْع فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَة الْمَوَاطِن ، وَقَدْ عَرَفْت الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن صَحِيح
( وَفِي حَدِيث أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ حِين وَصَفَ صَلَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ )
: هَذَا مَوْضِع التَّرْجَمَة وَكَأَنَّ فِي إِيرَاد حَدِيث أَبِي حُمَيْدٍ عَقِيب حَدِيث عَلِيّ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مِنْ قَوْله مِنْ السَّجْدَتَيْنِ فِي حَدِيث عَلِيّ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ .
636 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( حَتَّى يَبْلُغ بِهِمَا فُرُوع أُذُنَيْهِ )
: أَيْ أَعَالِيهمَا . قَالَهُ الطِّيبِيُّ . وَقَالَ اِبْن الْمَلَك : فَرْع كُلّ شَيْء أَعْلَاهُ ، وَقِيلَ : فَرْع الْأُذُن شَحْمَته ، وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا أُذُنَيْهِ ، وَفِي أُخْرَى لَهُ حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا فُرُوع أُذُنَيْهِ . قَالَ النَّوَوِيّ : وَأَمَّا صِفَة الرَّفْع ، فَالْمَشْهُور مِنْ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجَمَاهِير أَنَّهُ يَرْفَع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْهِ بِحَيْثُ يُحَاذِي أَطْرَاف أَصَابِعه فُرُوع أُذُنَيْهِ أَيْ أَعْلَى أُذُنَيْهِ وَإِبْهَامَاهُ شَحْمَتَيْ أُذُنَيْهِ وَرَاحَتَاهُ مَنْكِبَيْهِ ، وَبِهَذَا جَمَعَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى بَيْن رِوَايَات الْأَحَادِيث فَاسْتَحْسَنَ النَّاس ذَلِكَ مِنْهُ اِنْتَهَى وَقَالَ عَلِيّ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة قَالَ الْقَاضِي : اِتَّفَقَتْ الْأُمَّة عَلَى أَنَّ رَفْع الْيَدَيْنِ عِنْد التَّحْرِيم مَسْنُون @

الصفحة 443