كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّته ، فَذَهَبَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ إِلَى أَنَّهُ يَرْفَع الْمُصَلِّي يَدَيْهِ حِيَال مَنْكِبَيْهِ ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : يَرْفَعهُمَا حَذْو أُذُنَيْهِ ، وَذَكَرَ الطِّيبِيُّ : أَنَّ الشَّافِعِيّ حِين دَخَلَ مِصْر سُئِلَ عَنْ كَيْفِيَّة رَفْع الْيَدَيْنِ عِنْد التَّكْبِير فَقَالَ : يَرْفَع الْمُصَلِّي يَدَيْهِ بِحَيْثُ يَكُون كَفَّاهُ حِذَاء مَنْكِبَيْهِ وَإِبْهَامَاهُ حِذَاء شَحْمَتَيْ أُذُنَيْهِ وَأَطْرَاف أَصَابِعه حِذَاء فَرْع أُذُنَيْهِ لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة يَرْفَع الْيَدَيْنِ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ ، وَفِي رِوَايَة الْأُذُنَيْنِ ، وَفِي رِوَايَة إِلَى فُرُوع الْأُذُنَيْنِ ، فَعَمِلَ الشَّافِعِيّ بِمَا ذَكَرْنَا فِي رَفْع الْيَدَيْنِ جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَات الثَّلَاث . قُلْت : هُوَ جَمْع حَسَن ، وَاخْتَارَهُ بَعْض مَشَايِخنَا اِنْتَهَى .
637 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَرَأَيْت إِبْطَيْهِ )
: أَيْ حِين يَرْفَع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا يَرْفَع يَدَيْهِ يَظْهَر إِبْطه لِمَنْ كَانَ قُدَّامه لَا لِمَنْ كَانَ خَلْفه
( أَلَا تَرَى أَنَّهُ )
: أَيْ أَبَا هُرَيْرَة
( لَا يَسْتَطِيع أَنْ يَكُون قُدَّام النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: لِأَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُون إِمَامًا وَيَكُون أَبُو هُرَيْرَة مَأْمُومًا ، وَالْمَأْمُوم لَا يَسْتَطِيع أَنْ يَكُون أَمَام الْإِمَام
( وَزَادَ مُوسَى )
: أَيْ بَعْد قَوْله لَرَأَيْت إِبْطَيْهِ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .@

الصفحة 444