كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

قَالَ الْعَلَّامَة الشَّوْكَانِيُّ : وَاحْتَجَّتْ الشَّافِعِيَّة لِمَا ذَهَبَتْ إِلَيْهِ بِمَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحه وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيث وَائِل بْن حُجْرٍ قَالَ : " صَلَّيْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَده الْيُمْنَى عَلَى يَده الْيُسْرَى عَلَى صَدْره " وَهَذَا الْحَدِيث لَا يَدُلّ عَلَى مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ لِأَنَّهُمْ قَالُوا : إِنَّ الْوَضْع يَكُون تَحْت الصَّدْر كَمَا تَقَدَّمَ . وَالْحَدِيث مُصَرِّح بِأَنَّ الْوَضْع عَلَى الصَّدْر . اِنْتَهَى . قُلْت : وَأَمَّا الرِّوَايَة الَّتِي نَقَلَهَا صَاحِب الْهِدَايَة عَنْ الْإِمَام الشَّافِعِيّ فَيَدُلّ عَلَيْهَا هَذَا الْحَدِيث وَلَا شَيْء فِي الْبَاب أَصَحّ مِنْ حَدِيث وَائِل الْمَذْكُور . وَقَدْ قَالَ الْإِمَام الشَّافِعِيّ إِذَا صَحَّ الْحَدِيث فَهُوَ مَذْهَبِي ، وَسَيَأْتِي بَعْض الْمَبَاحِث الْمُتَعَلِّقَة بِحَدِيثِ وَائِل الْمَذْكُور فِي آخِر الْبَاب .
646 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ رَأَيْت عَلِيًّا يُمْسِك إِلَخْ )
: فِي إِسْنَاده جَرِير الضَّبِّيّ . قَالَ فِي مِيزَان الِاعْتِدَال : جَرِير الضَّبِّيّ عَنْ عَلِيّ لَا يُعْرَف . وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب : جَرِير الضَّبِّيّ جَدّ فُضَيْلِ بْن غَزْوَانَ مَقْبُول مِنْ الثَّالِثَة . وَيُمْكِن أَنْ يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى مَا ذَهَبَتْ إِلَيْهِ الشَّافِعِيَّة مِنْ الْوَضْع تَحْت الصَّدْر وَفَوْق السُّرَّة وَلَكِنْ قَدْ عَرَفْت مَا فِي جَرِير الضَّبِّيّ مِنْ الْمَقَال عَلَى أَنَّهُ أَثَر
( رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر فَوْق السُّرَّة )
: وَصَلَ هَذَا التَّعْلِيق الْبَيْهَقِيُّ فَقَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاق أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن يَعْقُوب أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب أَنْبَأَنَا زَيْد أَخْبَرَنَا سُفْيَان عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ الزُّبَيْر قَالَ : أَمَرَنِي عَطَاء أَنْ أَسْأَل سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْنَ تَكُون الْيَدَانِ فِي الصَّلَاة فَوْق السُّرَّة أَوْ أَسْفَل مِنْ السُّرَّة فَسَأَلْته فَقَالَ سَعِيد فَوْق السُّرَّة . وَفِي هَذَا الْإِسْنَاد يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب . قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَقَالَ فِيهِ مُوسَى@

الصفحة 457