كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْحَاجّ وَإِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ وَصَاحِب الْبَحْر وَعَلِيّ الْقَارِي وَغَيْرهمْ مِنْ الْعُلَمَاء الْحَنَفِيَّة مَعَ شِدَّة اِعْتِنَائِهِمْ بِدَلَائِل الْمَذْهَب وَالْجَمْع مِنْ صَحِيحهَا وَحَسَنهَا وَسَقِيمهَا لَمْ يَذْكُر أَحَد مِنْهُمْ هَذِهِ الزِّيَادَة فِي هَذَا الْحَدِيث ، فَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح بِهَذِهِ الزِّيَادَة فِي الْمُصَنَّف لَذَكَرُوهُ الْبَتَّة . وَلَقَدْ أَكْثَر بَعْض هَؤُلَاءِ الرِّوَايَة وَالنَّقْل مِنْ الْمُصَنَّف وَكُتُبهمْ مَمْلُوءَة مِنْ أَحَادِيثه وَآثَاره ، وَكَذَا الْحَافِظ اِبْن عَبْد الْبَرّ وَالْحَافِظ اِبْن حَجَر وَالْإِمَام النَّوَوِيّ وَغَيْرهمْ مِنْ سَائِر أَهْل الْعِلْم لَمْ يُورِدُوا هَذَا الْحَدِيث بِهَذِهِ الزِّيَادَة ، فَهَذِهِ أُمُور تُورِث الشَّكّ فِي صِحَّة زِيَادَة تَحْت السُّرَّة فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
649 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاة كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ وَجَّهْت وَجْهِيَ )
: هَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ هَذَا التَّوْجِيه بَعْد التَّكْبِيرَة لَا كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبَعْض مِنْ أَنَّهُ قَبْل التَّكْبِيرَة ، وَاعْلَمْ أَنَّ اِبْن حِبَّان أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيث وَقَالَ : إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِيّ وَقَيَّدَهُ أَيْضًا بِالْمَكْتُوبَةِ وَكَذَا غَيْرهمَا ، وَأَمَّا مُسْلِم فَقَيَّدَهُ بِصَلَاةِ اللَّيْل ، وَزَادَ لَفْظ مِنْ جَوْف اللَّيْل . قَالَهُ الْعَلَّامَة الشَّوْكَانِيُّ .
( وَجَّهْت وَجْهِيَ )
: أَيْ تَوَجَّهْت بِالْعِبَادَةِ بِمَعْنَى أَخْلَصْت عِبَادَتِي لِلَّهِ ، وَقِيلَ صَرَفْت وَجْهِي وَعَمَلِي @

الصفحة 463