كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَنِيَّتِي أَوْ أَخْلَصْت قَصْدِي وَوِجْهَتِي
( لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَات وَالْأَرْض )
: أَيْ إِلَى الَّذِي خَلَقَهُمَا وَعَمِلَهُمَا مِنْ غَيْر مِثَال سَبَقَ
( حَنِيفًا )
: حَال مِنْ ضَمِير وَجَّهْت أَيْ مَائِلًا عَنْ كُلّ دِين بَاطِل إِلَى الدِّين الْحَقّ ثَابِتًا عَلَيْهِ ، وَهُوَ عِنْد الْعَرَب غَلَبَ عَلَى مَنْ كَانَ عَلَى مِلَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام
( مُسْلِمًا )
: أَيْ مُنْقَادًا مُطِيعًا لِأَمْرِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَره
( وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ )
: فِيهِ تَأْكِيد وَتَعْرِيض
( إِنَّ صَلَاتِي )
: أَيْ عِبَادَتِي وَصَلَاتِي ، وَفِيهِ شَائِبَة تَعْلِيل لِمَا قَبْله
( وَنُسُكِي )
: أَيْ دِينِي وَقِيلَ عِبَادَتِي أَوْ تَقَرُّبِي أَوْ حَجِّي
( وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي )
: أَيْ حَيَاتِي وَمَوْتِي ، وَالْجُمْهُور عَلَى فَتْح الْيَاء الْآخِرَة فِي مَحْيَايَ وَقُرِئَ بِإِسْكَانِهَا
( وَبِذَلِكَ أُمِرْت )
: أَيْ بِالتَّوْحِيدِ الْكَامِل الشَّامِل لِلْإِخْلَاصِ قَوْلًا وَاعْتِقَادًا
( وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ )
: قَالَ الشَّافِعِيّ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّل مُسْلِمِي هَذِهِ الْأُمَّة ، وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ
( اللَّهُمَّ )
: أَيْ يَا اللَّه وَالْمِيم بَدَل عَنْ حَرْف النِّدَاء وَلِذَا لَا يُجْمَع بَيْنهمَا إِلَّا فِي الشِّعْر
( أَنْتَ الْمَلِك )
: أَيْ الْقَادِر عَلَى كُلّ شَيْء الْمَالِك الْحَقِيقِيّ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات
( وَأَنَا عَبْدك )
: أَيْ مُعْتَرِف بِأَنَّك مَالِكِي وَمُدَبِّرِي وَحُكْمك نَافِذ فِيَّ
( ظَلَمْت نَفْسِي )
: أَيْ اِعْتَرَفْت بِالتَّقْصِيرِ ، قَدَّمَهُ عَلَى سُؤَال الْمَغْفِرَة أَدَبًا كَمَا قَالَ آدَم وَحَوَّاء ( رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) :
( وَاهْدِنِي لِأَحْسَن الْأَخْلَاق )
: أَيْ أَرْشِدْنِي لِصَوَابِهَا وَوَفِّقْنِي لِلتَّخَلُّقِ بِهَا
( وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا )
: أَيْ قَبِيحهمَا
( لَبَّيْكَ )
: قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَا مُقِيم عَلَى طَاعَتك إِقَامَة بَعْد إِقَامَة ، يُقَال لَبَّ@

الصفحة 464