كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَتَوَاضَعَ أَوْ سَكَنَ
( سَمْعِي )
: فَلَا يَسْمَع إِلَّا مِنْك
( وَبَصَرِي )
: فَلَا يَنْظُر إِلَّا بِك وَإِلَيْك ، وَتَخْصِيصهمَا مِنْ بَيْن الْحَوَاسّ لِأَنَّ أَكْثَر الْآفَات بِهِمَا ، فَإِذَا خَشَعَتَا قَلَّتْ الْوَسَاوِس . قَالَهُ اِبْن الْمَلَك
( وَمُخِّي )
: قَالَ اِبْن رَسْلَان : الْمُرَاد بِهِ هُنَا الدِّمَاغ وَأَصْله الْوَدَك الَّذِي فِي الْعَظْم وَخَالِص كُلّ شَيْء
( وَعِظَامِي وَعَصَبِي )
: فَلَا يَقُومَانِ وَلَا يَتَحَرَّكَانِ إِلَّا بِك فِي طَاعَتك . وَهُنَّ عُمُد الْحَيَوَان وَأَطْنَابه وَاللَّحْم وَالشَّحْم غَادٍ وَرَائِح
( مِلْء السَّمَوَات وَالْأَرْض )
: بِكَسْرِ الْمِيم وَنَصْب الْهَمْزَة وَرَفْعهَا وَالنَّصْب أَشْهَر قَالَهُ النَّوَوِيّ صِفَة مَصْدَر مَحْذُوف ، وَقِيلَ حَال أَيْ حَال كَوْنه مَالِئًا لِتِلْكَ الْأَجْرَام عَلَى تَقْدِير تَجَسُّمه وَبِالرَّفْعِ صِفَة الْحَمْد قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة
( وَمِلْء مَا شِئْت مِنْ شَيْء بَعْد )
: أَيْ بَعْد ذَلِكَ كَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيّ وَغَيْرهمَا مِمَّا لَمْ يَعْلَمهُ إِلَّا اللَّه وَالْمُرَاد الِاعْتِنَاء فِي تَكْثِير الْحَمْد
( أَحْسَن الْخَالِقِينَ )
: أَيْ الْمُصَوِّرِينَ وَالْمُقَدِّرِينَ فَإِنَّهُ الْخَالِق الْحَقِيقِيّ الْمُنْفَرِد بِالْإِيجَادِ وَالْإِمْدَاد . وَغَيْره إِنَّمَا يُوجِد صُوَرًا مُمَوَّهَة لَيْسَ فِيهَا شَيْء مِنْ حَقِيقَة الْخَلْق مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق كُلّ صَانِع وَصَنْعَته وَاَللَّه خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ وَاَللَّه خَالِق كُلّ شَيْء .
( وَإِذَا سَلَّمَ مِنْ الصَّلَاة قَالَ اللَّهُمَّ )
: وَفِي رِوَايَة مُسْلِم ثُمَّ يَكُون مِنْ آخِر مَا يَقُول بَيْن التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم اللَّهُمَّ
( وَمَا أَسْرَرْت وَمَا أَعْلَنْت )
: أَيْ جَمِيع @

الصفحة 466