كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

328 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أُنْبِئْت )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم الْمَجْهُول مِنْ الْإِنْبَاء أَيْ أُخْبِرْت ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِيهِ مَجْهُول ، اِنْتَهَى ، لِأَنَّ مَنْ أَخْبَرَ الْأَوْزَاعِيَّ بِهَذَا الْحَدِيث لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِيهِ
( الْمَقْبُرِيَّ )
: بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَضَمّ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَبِكَسْرِهَا وَفَتْحهَا ، نِسْبَة إِلَى مَوْضِع الْقُبُور . وَالْمَقْبُرِيُّون فِي الْمُحَدِّثِينَ جَمَاعَة وَهُمْ سَعِيد وَأَبُوهُ أَبُو سَعِيد وَابْنه عَبَّاد وَآل بَيْته وَغَيْرهمْ
( إِذَا وَطِئَ )
: بِكَسْرِ الطَّاء بَعْده هَمْزَة ، أَيْ مَسَحَ وَدَاس
( بِنَعْلِهِ )
: وَفِي مَعْنَاهُ الْخُفّ
( الْأَذَى )
: أَيْ النَّجَاسَة
( فَإِنَّ التُّرَاب )
: أَيْ بَعْده
( لَهُ )
: أَيْ لِنَعْلِ أَحَدكُمْ
( طَهُور )
: بِفَتْحِ الطَّاء أَيْ مُطَهِّر .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللَّه يَسْتَعْمِل هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَالَ يُجْزِيه أَنْ يَمْسَح الْقَذَر فِي نَعْله أَوْ خُفّه بِالتُّرَابِ وَيُصَلِّي فِيهِ ، وَرُوِيَ مِثْله فِي جَوَازه عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر ، وَكَانَ النَّخَعِيُّ يَمْسَح الْخُفّ وَالنَّعْل إِذَا مَسَحَهُمَا بِالْأَرْضِ حَتَّى لَا يَجِد لَهُ رِيحًا وَلَا أَثَرًا رَجَوْت أَنْ يَجْزِيه وَيُصَلِّي بِالْقَوْمِ . وَقَالَ الشَّافِعِيّ : لَا تَطْهُر النَّجَاسَات إِلَّا بِالْمَاءِ سَوَاء كَانَتْ فِي ثَوْب أَوْ فِي الْأَرْض أَوْ حِذَاء . اِنْتَهَى . وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْح السُّنَّة : ذَهَبَ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم إِلَى ظَاهِر الْحَدِيث وَقَالُوا إِذَا أَصَابَ أَكْثَر الْخُفّ أَوْ النَّعْل نَجَاسَة فَدَلَكَهُ بِالْأَرْضِ @

الصفحة 47