كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

عَصَرْته وَهَمْز الْإِنْسَان اِغْتِيَابه . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .
652 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بِأَيِّ شَيْء كَانَ يَفْتَتِح )
: أَيْ يَبْتَدِئ مِنْ الْأَذْكَار
( فَقَالَتْ لَقَدْ سَأَلْتنِي عَنْ شَيْء إِلَخْ )
: وَفِي هَذَا تَحْسِين لِسُؤَالِهِ وَتَزْيِين لِمَقَالِهِ وَتَأَسُّف عَلَى غَفْلَة النَّاس عَنْ حَاله
( وَهَلَّلَ )
: أَيْ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا اللَّه
( عَافِنِي )
: مِنْ الْبَلَاء فِي الدَّارَيْنِ أَوْ مِنْ الْأَمْرَاض الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة
( وَيَتَعَوَّذ مِنْ ضِيق الْمَقَام يَوْم الْقِيَامَة )
: أَيْ شَدَائِد أَحْوَالهَا وَسَكَرَات أَهْوَالهَا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
653 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اللَّهُمَّ رَبّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَإِسْرَافِيل )
: تَخْصِيص هَؤُلَاءِ بِالْإِضَافَةِ مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى رَبّ كُلّ شَيْء لِتَشْرِيفِهِمْ وَتَفْضِيلهمْ عَلَى غَيْرهمْ . قَالَ اِبْن حَجَر الْمَكِّيّ : كَأَنَّهُ قَدَّمَ جِبْرِيل لِأَنَّهُ أَمِين الْكُتُب السَّمَاوِيَّة ، فَسَائِر الْأُمُور الدِّينِيَّة رَاجِعَة إِلَيْهِ وَأَخَّرَ إِسْرَافِيل لِأَنَّهُ أَمِين اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَالصُّور ، فَإِلَيْهِ أَمْر الْمَعَاش وَالْمَعَاد . وَوَسَّطَ مِيكَائِيل لِأَنَّهُ أَخَذَ بِطَرَفٍ مِنْ كُلّ مِنْهُمَا لِأَنَّهُ أَمِين الْفِطْر وَالنَّبَات وَنَحْوهمَا مِمَّا يَتَعَلَّق بِالْأَرْزَاقِ الْمُقَوِّمَة لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُمَا أَفْضَل مِنْ مِيكَائِيل @

الصفحة 471