كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

654 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ الْمُتَكَلِّم بِهَا )
: أَيْ بِالْكَلِمَاتِ
( آنِفًا )
: بِالْمَدِّ وَيُقْصَر أَيْ الْآن
( لَقَدْ رَأَيْت بِضْعَة وَثَلَاثِينَ )
: الْبِضْعَة مِنْ الثَّلَاثَة إِلَى التِّسْعَة . قَالَ الْحَافِظ فِيهِ رَدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ كَالْجَوْهَرِيِّ أَنَّ الْبِضْع يَخْتَصّ بِمَا دُون الْعِشْرِينَ
( يَبْتَدِرُونَهَا )
: أَيْ يُسَارِعُونَ فِي كِتْبَة هَذِهِ الْكَلِمَات
( أَوَّلُ )
: قَالَ السُّهَيْلِيّ أَوَّل بِالضَّمِّ عَلَى الْبِنَاء لِأَنَّهُ ظَرْف قُطِعَ عَنْ الْإِضَافَة وَبِالنَّصْبِ عَلَى الْحَال قَالَهُ الْحَافِظ . وَقَالَ اِبْن الْمَلَك قَوْله أَوَّل بِالنَّصْبِ هُوَ الْأَوْجَه أَيْ أَوَّل مَرَّة اِنْتَهَى . وَأَمَّا أَيّهمْ فَرَوَيْنَاهُ بِالرَّفْعِ وَهُوَ مُبْتَدَأ وَخَبَره يَكْتُبهَا قَالَهُ الطِّيبِيُّ وَغَيْره تَبَعًا لِأَبِي الْبَقَاء فِي إِعْرَاب قَوْله تَعَالَى { يُلْقُونَ أَقْلَامهمْ أَيّهمْ يَكْفُلُ مَرْيَم } قَالَ وَهُوَ فِي مَوْضِع نَصْب وَالْعَامِل فِيهِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ يُلْقُونَ وَأَيّ اِسْتِفْهَامِيَّة ، وَالتَّقْدِير مَقُول فِيهِمْ أَيّهمْ يَكْتُبهَا ، وَيَجُوز فِي أَيّهمْ النَّصْب بِأَنْ يُقَدَّر الْمَحْذُوف فَيَنْظُرُونَ أَيّهمْ . وَعِنْد سِيبَوَيْهِ أَيْ مَوْصُولَة وَالتَّقْدِير يَبْتَدِرُونَ الَّذِي هُوَ يَكْتُبهَا أَوَّل . وَأَنْكَرَ جَمَاعَة مِنْ الْبَصْرِيِّينَ ذَلِكَ . وَلَا تَعَارُض بَيْن رِوَايَة يَكْتُبهَا وَيَصْعَد بِهَا لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُمْ يَكْتُبُونَهَا ثُمَّ يَصْعَدُونَ بِهَا وَالظَّاهِر أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة غَيْر الْحَفَظَة وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ@

الصفحة 473