كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

656 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَعَطَسَ رِفَاعَة )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْعَاطِس فِي الصَّلَاة يَحْمَد اللَّه بِغَيْرِ كَرَاهَة
( مُبَارَكًا فِيهِ مُبَارَكًا عَلَيْهِ )
: قَوْله مُبَارَكًا عَلَيْهِ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَأْكِيدًا وَهُوَ الظَّاهِر وَقِيلَ الْأَوَّل : بِمَعْنَى الزِّيَادَة وَالثَّانِي : بِمَعْنَى الْبَقَاء . قَالَ اللَّه تَعَالَى { وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا } فَهَذَا يُنَاسِب الْأَرْض لِأَنَّ الْمَقْصُود بِهِ النَّمَاء وَالزِّيَادَة لَا الْبَقَاء لِأَنَّهُ بِصَدَدِ التَّغَيُّر . وَقَالَ تَعَالَى { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاق } فَهَذَا يُنَاسِب الْأَنْبِيَاء لِأَنَّ الْبَرَكَة بَاقِيَة لَهُمْ . وَلَمَّا كَانَ الْحَمْد يُنَاسِبهُ الْمَعْنَيَانِ جَمَعَهُمَا . كَذَا قَرَّرَهُ بَعْض الشُّرَّاح وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ . قَالَهُ الْحَافِظ
( كَمَا يُحِبّ رَبّنَا وَيَرْضَى )
: فِيهِ مِنْ حُسْن التَّفْوِيض إِلَى اللَّه تَعَالَى مَا هُوَ الْغَايَة فِي الْقَصْد . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ قَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن .@

الصفحة 476