كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

657 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَا تَنَاهَتْ دُون عَرْش الرَّحْمَن )
: أَيْ مَا تَنَاهَتْ تِلْكَ الْكَلِمَات دُون عَرْشه بَلْ وَصَلَتْ إِلَيْهِ . قَالَ فِي الْمَجْمَع " لَقَدْ اِبْتَدَرَهَا اِثْنَا عَشَر مَلَكًا فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْء دُون الْعَرْش " أَيْ مَا مَنَعَهَا عَنْ الْوُصُول إِلَيْهِ . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَاصِم بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب وَشَرِيك بْن عَبْد اللَّه وَفِيهِمَا مَقَال .
658 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك )
: أَيْ وَفِّقْنِي . قَالَهُ الْأَبْهَرِيّ . وَقَالَ اِبْن الْمَلَك : سُبْحَانك اِسْم أُقِيمَ مَقَام الْمَصْدَر وَهُوَ التَّسْبِيح مَنْصُوب بِفِعْلٍ مُضْمَر تَقْدِيره أُسَبِّحك تَسْبِيحًا أَيْ أُنَزِّهك تَنْزِيهًا مِنْ كُلّ السُّوء وَالنَّقَائِص وَأُبْعِدك مِمَّا لَا يَلِيق بِحَضْرَتِك وَقِيلَ : تَقْدِيره أُسَبِّحك تَسْبِيحًا مُلْتَبِسًا وَمُقْتَرِنًا بِحَمْدِك فَالْبَاء لِلْمُلَابَسَةِ وَالْوَاو زَائِدَة . وَقِيلَ : الْوَاو بِمَعْنَى مَعَ أَيْ أُسَبِّحك مَعَ التَّلَبُّس بِحَمْدِك . وَحَاصِله نَفْي الصِّفَات السَّلْبِيَّة وَإِثْبَات النُّعُوت الثُّبُوتِيَّة .
وَقَالَ الْخَطَّابِيّ : قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : وَبِحَمْدِك وَدُخُول الْوَاو فِيهِ أَخْبَرَنِي اِبْن خَلَّاد قَالَ سَأَلْت الزَّجَّاج عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : مَعْنَاهُ سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك سَبَّحْتُك اِنْتَهَى . قَالَ فِي الْمِرْقَاة : قِيلَ قَوْل الزَّجَّاج يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا : أَنْ يَكُون الْوَاو لِلْحَالِ وَثَانِيهمَا : أَنْ يَكُون عَطْف جُمْلَة فِعْلِيَّة عَلَى مِثْلهَا إِذْ التَّقْدِير أُنَزِّهك تَنْزِيهًا@

الصفحة 477