كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

الْكِتَاب . وَالْمَعْنَى إِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَة كُلّهَا كَمَا فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة
( قَالَ )
: أَيْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ
( فَأَنْكَرَ ذَلِكَ )
: أَيْ مَا حَفِظَهُ سَمُرَة مِنْ السَّكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاة
( عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ )
: فَاعِل أَنْكَرَ . وَعِمْرَان بْن حُصَيْنٍ هَذَا كَانَ مِنْ عُلَمَاء الصَّحَابَة وَكَانَتْ الْمَلَائِكَة تُسَلِّم عَلَيْهِ ، وَهُوَ مِمَّنْ اِعْتَزَلَ الْفِتْنَة
( إِلَى أُبَيّ )
: بْن كَعْب الْأَنْصَارِيّ الْخَزْرَجِيّ سَيِّد الْقُرَّاء ، كَتَبَ الْوَحْي وَشَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدهَا وَقَدْ أَمَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نَبِيّه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنْ يَقْرَأ عَلَيْهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ، وَكَانَ مِمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآن وَلَهُ مَنَاقِب جَمَّة
( فَصَدَّقَ )
أَيْ أَبِي
( سَمُرَة )
: بِالنَّصْبِ مَفْعُول صَدَّقَ ، أَيْ صَدَّقَ أَبِي سَمُرَة وَوَافَقَهُ وَقَالَ : إِنَّ سَمُرَة قَدْ حَفِظَ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي سَمَاع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة اِنْتَهَى .
قُلْت : قَدْ اُخْتُلِفَ فِي صِحَّة سَمَاعه مِنْهُ ، فَقَالَ شُعْبَة لَمْ يَسْمَع مِنْهُ شَيْئًا ، وَقِيلَ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيث الْعَقِيقَة . وَقَالَ الْبُخَارِيّ : قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : سَمَاع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة صَحِيح ، وَمَنْ أَثْبَتَ مُقَدَّم عَلَى مَنْ نَفَى قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ . وَمَالَ فِي بَاب مَا جَاءَ فِي السَّكْتَتَيْنِ تَحْت حَدِيث الْحَسَن عَنْ سَمُرَة : وَقَدْ صَحَّحَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث الْحَسَن عَنْ سَمُرَة فِي مَوَاضِع مِنْ سُنَنه مِنْهَا حَدِيث نُهِيَ عَنْ بَيْع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَة وَحَدِيث : جَار الدَّار أَحَقّ بِدَارِ الْجَار ، وَحَدِيث : لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّه وَلَا بِغَضَبِ اللَّه وَلَا بِالنَّارِ ، وَحَدِيث : الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر ، فَكَانَ هَذَا الْحَدِيث عَلَى مُقْتَضَى تَصَرُّفه جَدِيرًا بِالتَّصْحِيحِ .
وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ رُوَاة الْحَدِيث كُلّهمْ ثِقَات اِنْتَهَى
( كَذَا قَالَ حُمَيْدٌ فِي هَذَا@

الصفحة 481