كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

لَا أَنَّهُ كَانَ حَاضِرًا حِينَمَا جَرَى بَيْن سَمُرَة وَعِمْرَان بْن حُصَيْنٍ مِنْ الِاخْتِلَاف فِي السَّكْتَتَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ بِنَحْوِهِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث سَمُرَة حَدِيث حَسَن .
663 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاة سَكَتَ بَيْن التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة )
: وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ " يَسْكُت بَيْن التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة إِسْكَاتَة " قَالَ الْحَافِظ ضَبَطْنَاهُ بِفَتْحِ أَوَّله مِنْ السُّكُوت . وَحَكَى الْكَرْمَانِيُّ عَنْ بَعْضِ الرِّوَايَات بِضَمِّ أَوَّله مِنْ الْإِسْكَات . قَالَ الْجَوْهَرِيّ يُقَال تَكَلَّمَ الرَّجُل ثُمَّ سَكَتَ بِغَيْرِ أَلِف فَإِذَا اِنْقَطَعَ كَلَامه فَلَمْ يَتَكَلَّم قُلْت أَسْكَتَ اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي الْمِرْقَاة إِفْعَاله مِنْ السُّكُوت وَلَا يُرَاد بِهِ تَرْك الْكَلَام بَلْ تَرْك رَفْع الصَّوْت لِقَوْلِهِ مَا تَقُول فِي إِسْكَاتك قَالَهُ الطِّيبِيُّ . أَوْ الْمُرَاد بِهِ السُّكُوت عَنْ الْقِرَاءَة لَا عَنْ الذِّكْر وَقَالَهُ الْأَبْهَرِيّ وَهُوَ الْأَظْهَر اِنْتَهَى
( بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي )
: قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : الْبَاء مُتَعَلِّقَة بِمَحْذُوفٍ قِيلَ هُوَ اِسْم فَيَكُون مَا بَعْده مَرْفُوعًا تَقْدِيره أَنْتَ مُفَدًّى بِأَبِي وَأُمِّي ، وَقِيلَ هُوَ فِعْل أَيْ فَدَيْتُك وَمَا بَعْده مَنْصُوب وَحُذِفَ هَذَا الْقَدْر تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَال وَعِلْم الْمُخَاطَب ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ
( أَرَأَيْت )
: الظَّاهِر أَنَّهُ يُفْتَح التَّاء بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي
( مَا تَقُول )
: فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ هُنَاكَ قَوْلًا لِكَوْنِهِ قَالَ مَا تَقُول وَلَمْ يَقُلْ هَلْ تَقُول ، نَبَّهَ عَلَيْهِ اِبْن دَقِيق الْعِيد قَالَ وَلَعَلَّهُ اِسْتَدَلَّ عَلَى أَصْل الْقَوْل بِحَرَكَةِ الْفَم كَمَا اِسْتَدَلَّ غَيْره عَلَى الْقِرَاءَة بِاضْطِرَابِ اللِّحْيَة@

الصفحة 485