كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

665 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِي الْجَوْزَاء )
: بِالْجِيمِ وَالزَّاي وَاسْمه أَوْس بْن عَبْد اللَّه بَصْرِيّ
( يَفْتَتِح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ )
: أَيْ يَبْدَؤُهَا وَيَجْعَل التَّكْبِير فَاتِحهَا
( وَالْقِرَاءَة )
: بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى الصَّلَاة أَيْ يَبْتَدِئ قِرَاءَة الْفَاتِحَة
( بِالْحَمْدِ )
: بِالرَّفْعِ عَلَى الْحِكَايَة وَإِظْهَار أَلِف الْوَصْل وَيَجُوز حَذْف هَمْزَة الْوَصْل وَكَذَا جَرّ الدَّال عَلَى الْإِعْرَاب . قَالَ النَّوَوِيّ : يَسْتَدِلّ بِهِ مَالِك وَغَيْره مِمَّنْ يَقُول إِنَّ الْبَسْمَلَة لَيْسَتْ مِنْ الْفَاتِحَة ، وَجَوَاب الشَّافِعِيّ رَحِمه اللَّه وَالْأَكْثَرِينَ الْقَائِلِينَ بِأَنَّهَا مِنْ الْفَاتِحَة أَنَّ مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّهُ يَبْتَدِئ الْقُرْآن بِسُورَةِ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا بِسُورَةٍ أُخْرَى ، فَالْمُرَاد بَيَان السُّورَة الَّتِي يَبْتَدِئ بِهَا وَقَدْ قَامَتْ الْأَدِلَّة عَلَى أَنَّ الْبَسْمَلَة مِنْهَا
( لَمْ يُشَخِّصْ رَأْسه )
: مِنْ بَاب الْإِفْعَال أَوْ التَّفْعِيل أَيْ لَمْ يَرْفَع رَأْسه أَيْ عُنُقه
( وَلَمْ يُصَوِّبهُ )
: بِالتَّشْدِيدِ لَا غَيْر وَالتَّصْوِيب النُّزُول مِنْ أَعْلَى أَسْفَل أَيْ وَلَمْ يُنْزِلهُ
( وَلَكِنْ بَيْن ذَلِكَ )
: أَيْ التَّشْخِيص وَالتَّصْوِيب بِحَيْثُ يَسْتَوِي ظَهْره وَعُنُقه
( وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسه مِنْ الرُّكُوع لَمْ يَسْجُد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِمًا وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسه مِنْ السُّجُود لَمْ يَسْجُد حَتَّى يَسْتَوِي قَاعِدًا )
قَالَ النَّوَوِيّ : فِيهِ وُجُوب الِاعْتِدَال إِذَا رَفَعَ مِنْ الرُّكُوع وَأَنَّهُ يَجِب أَنْ يَسْتَوِي قَائِمًا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " وَفِيهِ وُجُوب الْجُلُوس بَيْن السَّجْدَتَيْنِ . قُلْت : ذَهَبَ إِلَى وُجُوب الطُّمَأْنِينَة فِي أَرْكَان الصَّلَاة الْجُمْهُور ، وَاشْتَهَرَ عَنْ الْحَنَفِيَّة أَنَّ الطُّمَأْنِينَة سُنَّة وَصَرَّحَ بِذَلِكَ كَثِير مِنْ مُصَنِّفِيهِمْ ، لَكِنْ كَلَام الطَّحَاوِيّ كَالصَّرِيحِ فِي الْوُجُوب عِنْدهمْ فَإِنَّهُ@

الصفحة 490