كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

عَظِيم } وَقَوْله تَعَالَى : { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْر لَكُمْ } لِأَنَّهُ تَعَالَى يَأْجُركُمْ بِهِ وَيُظْهِر بَرَاءَة عَائِشَة وَمَنْ مَعَهَا وَهُوَ صَفْوَان . وَقَوْله : { وَاَلَّذِي تَوَلَّى كِبْره مِنْهُمْ } أَيْ تَحَمَّلَ مُعْظَمه فَبَدَأَ بِالْخَوْضِ فِيهِ وَأَشَاعَهُ وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ ، وَآيَة الْإِفْك هَذِهِ سُورَة النُّور
( وَهَذَا حَدِيث مُنْكَر )
: قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر : إِنْ وَقَعَتْ الْمُخَالَفَة مَعَ الضَّعْف فَالرَّاجِح يُقَال لَهُ الْمَعْرُوف ، وَمُقَابِله يُقَال لَهُ الْمُنْكَر اِنْتَهَى .
وَحَاصِله أَنَّ الْمُنْكَر مَا رَوَاهُ الضَّعِيف مُخَالِفًا لِلثِّقَاتِ . وَبَيَّنَ الْمُؤَلِّف وَجْه النَّكَارَة بِقَوْلِهِ
( قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث جَمَاعَة )
: كَمَعْمَرٍ وَيُونُس بْن يَزِيد وَغَيْرهمَا
( عَنْ الزُّهْرِيّ لَمْ يَذْكُرُوا هَذَا الْكَلَام )
أَيْ قَوْله أَعُوذ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيم مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم
( عَلَى هَذَا الشَّرْح )
: الَّذِي رَوَاهُ حُمَيْدٌ الْأَعْرَج
( وَأَخَاف أَنْ يَكُون أَمْر الِاسْتِعَاذَة )
: أَيْ قَوْله أَعُوذ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيم مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم . قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَحُمَيْدٌ هَذَا هُوَ أَبُو صَفْوَان حُمَيْدُ بْن قَيْس الْأَعْرَج الْمَكِّيّ مَا اِحْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ . اِنْتَهَى . قُلْت : فَعَلَى هَذَا صَارَ الْحَدِيث شَاذًّا لَا مُنْكَرًا ، وَالشَّاذّ مَا رَوَاهُ الْمَقْبُول مُخَالِفًا لِمَنْ هُوَ أَوْلَى ، وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد فِي تَعْرِيف الشَّاذّ بِحَسَبِ الِاصْطِلَاح . قَالَهُ الْحَافِظ فِي شَرْح النُّخْبَة .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ بِالْبَسْمَلَةِ .@

الصفحة 495