كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

668 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَا حَمَلَكُمْ )
: أَيْ مَا الْبَاعِث وَالسَّبَب لَكُمْ
( عَمَدْتُمْ )
: بِفَتْحِ الْمِيم أَيْ قَصَدْتُمْ
( إِلَى بَرَاءَة )
: هِيَ سُورَة التَّوْبَة وَهِيَ أَشْهَر أَسْمَائِهَا ، وَلَهَا أَسْمَاء أُخْرَى تَزِيد عَلَى الْعَشَرَة قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح
( وَهِيَ مِنْ الْمِئِينَ )
: أَيْ مِنْ ذَوَات مِائَة آيَة قَالَ فِي الْمَجْمَع أَوَّل الْقُرْآن السَّبْع الطُّوَال ثُمَّ ذَوَات الْمِئِينَ أَيْ ذَوَات مِائَة آيَة ثُمَّ الْمَثَانِي ثُمَّ الْمُفَصَّل اِنْتَهَى
( إِلَى الْأَنْفَال وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي )
: أَيْ مِنْ السَّبْع الْمَثَانِي وَهِيَ السَّبْع الطُّوَال . وَقَالَ بَعْضهمْ الْمَثَانِي مِنْ الْقُرْآن مَا كَانَ أَقَلّ مِنْ الْمِئِينَ وَيُسَمَّى جَمِيع الْقُرْآن مَثَانِي لِاقْتِرَانِ آيَة الرَّحْمَة بِآيَةِ الْعَذَاب ، وَتُسَمَّى الْفَاتِحَة مَثَانِي لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي الصَّلَاة ، أَوْ ثُنِّيَتْ فِي النُّزُول . وَقَالَ فِي النِّهَايَة : الْمَثَانِي السُّوَر الَّتِي تَقْصُر عَنْ الْمِئِينَ وَتَزِيد عَنْ الْمُفَصَّل ، كَأَنَّ الْمِئِينَ جُعِلَتْ مَبَادِئ وَاَلَّتِي تَلِيهَا مَثَانِي . اِنْتَهَى
( فَجَعَلْتُمُوهُمَا فِي السَّبْع الطُّوَال )
: بِضَمٍّ فَفَتْح
( وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنهمَا سَطْر بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم )
: قَالَ فِي الْمِرْقَاة : تَوْجِيه السُّؤَال أَنَّ الْأَنْفَال لَيْسَ مِنْ السَّبْع الطُّوَال لِقِصَرِهَا عَنْ الْمِئِينَ لِأَنَّهَا سَبْع وَسَبْعُونَ آيَة وَلَيْسَتْ غَيْرهَا لِعَدَمِ الْفَصْل بَيْنهَا وَبَيْن بَرَاءَة .
( كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا تَنْزِل عَلَيْهِ الْآيَات )
: وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَان ، وَهُوَ يَنْزِل عَلَيْهِ السُّوَر ذَوَات الْعَدَد "
( فَيَدْعُو بَعْض مَنْ كَانَ يَكْتُب لَهُ )
: الْوَحْي كَزَيْدِ بْن ثَابِت وَغَيْره
( فِي السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا وَكَذَا )
: كَقِصَّةِ هُود وَحِكَايَة يُونُس@

الصفحة 496