كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَانْشَقَّ طَلَعَ كَأَنَّهُ شَقَّ مَحَلّ طُلُوعه ، فَخَرَجَ مِنْهُ
( لَا يُعْرَف وَجْه صَاحِبه )
: بَيَان لِذَلِكَ الْوَقْت
( اِنْتَصَفَ النَّهَار )
: قَالَ الشَّيْخ وَلِيّ الدِّين : اِنْتَصَفَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة عَلَى سَبِيل الِاسْتِفْهَام قَطْعًا وَهَمْزَة الْوَصْل مَحْذُوف كَقَوْلِهِ تَعَالَى { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ } { أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } .
( أَطَلَعَتْ الشَّمْس )
: بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَام
( فَأَقَامَ الظُّهْر فِي وَقْت الْعَصْر )
: أَيْ فِي الْوَقْت الَّذِي يَلِيه وَقْت الْعَصْر ، فَفَرَغَ مِنْ الظُّهْر وَدَخَلَ وَقْت الْعَصْر بَعْده مِنْ غَيْر التَّرَاخِي ، وَتَقَدَّمَ بَيَانه وَيَشْهَد لَهُ الْخَبَر الْآتِي وَقْت الظُّهْر مَا لَمْ تَحْضُر الْعَصْر وَاَللَّه أَعْلَم
( وَصَلَّى الْمَغْرِب قَبْل أَنْ يَغِيب الشَّفَق )
: يَعْنِي صَلَّاهَا فِي آخِر الْوَقْت . وَهَذَا الْحَدِيث حُجَّة عَلَى الشَّافِعِيّ وَمَالِك فِي تَضْيِيق وَقْت الْمَغْرِب ، وَفِيهِ أَنَّ وَقْت الْمَغْرِب مُمْتَدّ
( وَصَلَّى الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ )
: وَلَعَلَّهُ لَمْ يُؤَخِّرهَا إِلَى آخِره وَهُوَ وَقْت الْجَوَاز لِحُصُولِ الْحَرَج بِسَهَرِ اللَّيْلِ كُلِّهِ وَكَرَاهَة النَّوْم قَبْل صَلَاة الْعِشَاء ، وَفِيهِ بَيَان أَنَّ لِلصَّلَاةِ وَقْت فَضِيلَة وَوَقْت اِخْتِيَار ، وَفِيهِ الْبَيَان بِالْفِعْلِ فَإِنَّهُ أَبْلَغ فِي الْإِيضَاح وَالْفِعْل تَعُمّ فَائِدَته لِلسَّائِلِ وَغَيْره
( الْوَقْت فِيمَا بَيْن هَذَيْنِ )
: أَيْ هَذَا الْوَقْت الْمُقْتَصِد الَّذِي لَا إِفْرَاط فِيهِ تَعْجِيلًا وَلَا تَفْرِيط فِيهِ تَأْخِيرًا . قَالَهُ اِبْن الْمَلَك أَوْ بَيَّنْت بِمَا فَعَلْت أَوَّل الْوَقْت وَآخِره وَالصَّلَاة جَائِزَة @

الصفحة 66