كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

أَدْرَكَ رَكْعَة مِنْ الْعَصْر قَبْل أَنْ تَغْرُب الشَّمْس فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْر " أَيْ مُؤَدَّاهُ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ بَقِيَّة حُمْرَة الشَّفَق فِي الْأُفُق ، وَسُمِّيَ فَوْرًا لِفَوَرَانِهِ وَسُطُوعه . وَرُوِيَ أَيْضًا ثَوْر الشَّفَق ، وَهُوَ ثَوَرَانِ حُمْرَته . قَالَ وَلِيّ الدِّين الْعِرَاقِيّ : وَصَحَّفَهُ بَعْضهمْ بِنُونٍ ، وَلَوْ صَحَّتْ الرِّوَايَة لَكَانَ لَهُ وَجْه
( وَوَقْت الْعِشَاء إِلَى نِصْف اللَّيْل )
: فِيهِ دَلِيل صَرِيح عَلَى أَنَّ آخِر وَقْت الْعِشَاء إِلَى نِصْف اللَّيْل ، وَهَذَا هُوَ الْحَقّ . وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَام فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي الشَّرْح . وَالْحَدِيث فِيهِ ذِكْر أَوْقَات الصَّلَوَات الْخَمْس . وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
336 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقَالَ )
: جَابِر
( بِالْهَاجِرَةِ )
: قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : الْهَجِير وَالْهَاجِرَة بِمَعْنًى وَهُوَ وَقْت شِدَّة الْحَرّ اِنْتَهَى . وَمُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْر فِي أَوَّل وَقْتهَا وَالْمُرَاد بِهَا نِصْف النَّهَار بَعْد الزَّوَال ، سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ الْهِجْرَة هِيَ التَّرْك ، وَالنَّاس يَتْرُكُونَ التَّصَرُّف حِينَئِذٍ لِشِدَّةِ الْحَرّ لِأَجْلِ الْقَيْلُولَة وَغَيْرهَا . قَالَ الْحَافِظ : ظَاهِره يُعَارِض حَدِيث الْإِيرَاد لِأَنَّ قَوْله كَانَ يَفْعَل يُشْعِر بِالْكَثْرَةِ وَالدَّوَام عُرْفًا . قَالَهُ @

الصفحة 68