كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

اِبْن دَقِيق الْعِيد وَيُجْمَع بَيْن الْحَدِيثَيْنِ بِأَنْ يَكُون أَطْلَقَ الْهَاجِرَة عَلَى الْوَقْت بَعْد الزَّوَال مُطْلَقًا ، لِأَنَّ الْإِبْرَاد مُقَيَّد بِحَالِ شِدَّة الْحَرّ وَغَيْر ذَلِكَ ، فَإِنْ وُجِدَتْ شُرُوط الْإِبْرَاد أَبْرَد وَإِلَّا عَجَّلَ . فَالْمَعْنَى : كَانَ يُصَلِّي الظُّهْر بِالْهَاجِرَةِ إِلَّا إِنْ اِحْتَاجَ إِلَى الْإِبْرَاد . وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ مُرَادَهُ لَفَصَّلَ كَمَا فَصَّلَ فِي الْعِشَاء . وَاَللَّه أَعْلَم .
( وَالْعَصْر )
: بِالنَّصْبِ أَيْ وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْر
( وَالشَّمْس حَيَّة )
: جُمْلَة اِسْمِيَّة وَقَعَتْ حَالًا عَلَى الْأَصْل بِالْوَاوِ ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : حَيَاة الشَّمْس يُفَسَّر عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنَّ حَيَاتهَا شِدَّة وَهَجهَا وَبَقَاء حَرّهَا لَمْ يَنْكَسِر مِنْهُ شَيْء ، وَالْوَجْه الْآخَر صَفَاء لَوْنهَا لَمْ يَدْخُلهَا التَّغَيُّر لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوا صُفْرَتهَا بِالْمَوْتِ
( وَالْمَغْرِب )
: بِالنَّصْبِ أَيْضًا
( وَالْعِشَاء )
: بِالنَّصْبِ أَيْضًا
( إِذَا كَثُرَ النَّاس عَجَّلَ وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : الْجُمْلَتَانِ الشَّرْطِيَّتَانِ فِي مَحَلّ النَّصْب حَالَانِ مِنْ الْفَاعِل أَيْ يُصَلِّي الْعِشَاء مُعَجِّلًا إِذَا كَثُرَ النَّاس وَمُؤَخِّرًا إِذَا قَلُّوا أَوْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُونَا مِنْ الْمَفْعُول وَالرَّاجِع مُقَدَّر أَيْ عَجَّلَهَا أَوْ أَخَّرَهَا . اِنْتَهَى . وَالتَّقْدِير مُعَجَّلَة وَمُؤَخَّرَة
( وَالصُّبْح )
: بِالنَّصْبِ أَيْضًا
( بِغَلَسٍ )
: بِفَتْحَتَيْنِ : هُوَ ظُلْمَة آخِر اللَّيْل إِذَا اِخْتَلَطَتْ بِضَوْءِ الصَّبَاح . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
337 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبِي بَرْزَة )
: بِالْفَتْحِ وَسُكُون الرَّاء الْمُهْمَلَة بَعْدهَا زَاي مُعْجَمَة
( إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَة )
: أَيْ آخِر الْمَدِينَة وَأَبْعَدهَا
( وَنَسِيت الْمَغْرِب )
: قَائِل ذَلِكَ هُوَ سَيَّار أَبُو الْمِنْهَال بَيَّنَهُ أَحْمَد فِي رِوَايَته عَنْ حَجَّاج عَنْ شُعْبَة عِنْد كَذَا فِي الْفَتْح
( وَكَانَ@

الصفحة 69