كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

وَمُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْر فِي أَوَّل وَقْتهَا ، وَلَا يُخَالِف ذَلِكَ الْأَمْر بِالْإِبْرَادِ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون ذَلِكَ فِي زَمَن الْبَرْد ، أَوْ قَبْل الْأَمْر بِالْإِبْرَادِ ، أَوْ عِنْد فَقَدْ شُرُوط الْإِبْرَاد لِأَنَّهُ يَخْتَصّ بِشِدَّةِ الْحَرّ أَوْ لِبَيَانِ الْجَوَاز اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ وَحَدِيث مُسْلِم أَتَمّ .
343 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَالشَّمْس بَيْضَاء مُرْتَفِعَة )
: أَيْ لَمْ تَصْفَرّ
( حَيَّة )
. حَيَاة الشَّمْس عِبَارَة عَنْ بَقَاء حَرّهَا لَمْ يَفْتُر وَبَقَاء لَوْنهَا لَمْ يَتَغَيَّر
( وَيَذْهَب الذَّاهِب إِلَى الْعَوَالِي )
: أَيْ يَذْهَب وَاحِد بَعْد صَلَاة الْعَصْر إِلَى الْعَوَالِي فَيَأْتِي الْعَوَالِيَ كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَالْعَوَالِي عِبَارَة عَنْ الْقُرَى الْمُجْتَمِعَة حَوْل الْمَدِينَة مِنْ جِهَة نَجْدهَا ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ جِهَة تِهَامَتهَا فَيُقَال لَهَا السَّافِلَة
( وَالشَّمْس مُرْتَفِعَة )
: أَيْ دُون ذَلِكَ الِارْتِفَاع لَكِنَّهَا لَمْ تَصِل إِلَى الْحَدّ الَّذِي تُوصَف بِهِ لِأَنَّهَا مُنْخَفِضَة ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيل عَلَى تَعْجِيله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعَصْر لِوَصْفِ الشَّمْس بِالِارْتِفَاعِ .@

الصفحة 77