كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

346 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ عَبِيدَةَ )
: بِفَتْحِ الْعَيْن هُوَ اِبْن عَمْرو السَّلْمَانِيُّ كَذَا فِي الْفَتْح
( يَوْم الْخَنْدَق )
. وَهُوَ يَوْم الْأَحْزَاب وَكَانَ فِي ذِي الْقَعْدَة قِيلَ سَنَة أَرْبَع وَرَجَّحَهُ الْبُخَارِيّ ، سُمِّيَتْ الْغَزْوَة بِالْخَنْدَقِ لِأَجْلِ الْخَنْدَق الَّذِي حُفِرَ حَوْل الْمَدِينَة بِأَمْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لَمَّا أَشَارَ بِهِ سَلْمَان الْفَارِسِيّ ، فَإِنَّهُ مِنْ مَكَائِد الْفُرْس دُون الْعَرَب . وَسُمِّيَتْ بِالْأَحْزَابِ لِاجْتِمَاعِ طَوَائِف مِنْ الْمُشْرِكِينَ قُرَيْش وَغَطَفَان وَالْيَهُود وَمَنْ مَعَهُمْ عَلَى حَرْب الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ كَانُوا ثَلَاثَة آلَاف
( حَبَسُونَا )
: أَيْ مَنَعُونَا
( عَنْ صَلَاة الْوُسْطَى )
: أَيْ عَنْ إِيقَاعهَا . وَقَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مِنْ بَاب قَوْل اللَّه تَعَالَى { وَمَا كُنْت بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ } وَفِيهِ الْمَذْهَبَانِ الْمَعْرُوفَانِ مَذْهَب الْكُوفِيِّينَ جَوَاز إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صِفَته ، وَمَذْهَب الْبَصْرِيِّينَ مَنْعه وَيُقَدِّرُونَ فِيهِ مَحْذُوفًا وَتَقْدِيره هُنَا عَنْ صَلَاة الصَّلَاة الْوُسْطَى أَيْ عَنْ فِعْل الصَّلَاة الْوُسْطَى
( صَلَاة الْعَصْر )
: بِالْجَرِّ بَدَل مِنْ صَلَاة الْوُسْطَى أَوْ عَطْف بَيَان لَهَا وَهُوَ مَذْهَب أَكْثَر الصَّحَابَة قَالَهُ اِبْن الْمَلَك . وَقَالَ النَّوَوِيّ : الَّذِي يَقْتَضِيه الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة أَنَّهَا الْعَصْر وَهُوَ الْمُخْتَار وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ : نَصَّ الشَّافِعِيّ أَنَّهَا الصُّبْح ، وَصَحَّتْ الْأَحَادِيث أَنَّهَا الْعَصْر فَكَأَنَّ هَذَا هُوَ مَذْهَبه لِقَوْلِهِ : إِذَا صَحَّ الْحَدِيث فَهُوَ مَذْهَبِي ، وَاضْرِبُوا بِمَذْهَبِي عُرْض الْحَائِط. وَقَالَ الطِّيبِيُّ : وَهَذَا مَذْهَب كَثِير مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَدَاوُدُ وَالْحَدِيث نَصّ فِيهِ . وَقِيلَ الصُّبْح ، وَعَلَيْهِ بَعْض الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ، وَهُوَ مَشْهُور مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ ، وَقِيلَ الظُّهْر ، وَقِيلَ الْمَغْرِب ، وَقِيلَ الْعِشَاء ، وَقِيلَ أَخْفَاهَا اللَّه تَعَالَى فِي الصَّلَوَات كَلَيْلَةِ الْقَدْر وَسَاعَة الْإِجَابَة فِي الْجُمُعَة . اِنْتَهَى . وَقِيلَ صَلَاة الضُّحَى أَوْ التَّهَجُّد أَوْ الْأَوَّابِينَ أَوْ الْجُمُعَة @

الصفحة 79