كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

أَوْ الْعِيد أَوْ الْجِنَازَة
( مَلَأ اللَّه )
: دَعَا عَلَيْهِمْ وَأَخْرَجَهُ فِي صُورَة الْخَبَر تَأْكِيدًا وَإِشْعَارًا بِأَنَّهُ مِنْ الدَّعَوَات الْمُجَابَة سَرِيعًا ، وَعَبَّرَ بِالْمَاضِي ثِقَة بِالِاسْتِجَابَةِ
( بُيُوتهمْ )
: بِكَسْرِ الْبَاء وَضَمّهَا . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي
( وَقُبُورهمْ نَارًا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ جَعَلَ اللَّه النَّار مُلَازِمَة لَهُمْ الْحَيَاة وَالْمَمَات ، وَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
347 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَآذِنِّي )
: بِمَدِّ الْهَمْزَة وَكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد النُّون أَيْ أَعْلِمْنِي
( فَأَمْلَتْ عَلَيَّ )
: بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَسُكُون الْمِيم وَفَتْح اللَّام الْخَفِيفَة مِنْ أَمْلَى وَبِفَتْحِ الْمِيم وَاللَّام مُشَدَّدَة مِنْ أَمْلَلَ يُمْلِلُ أَيْ أَلْقَتْ عَلَيَّ فَالْأُولَى لُغَة الْحِجَاز وَبَنِي أَسَد وَالثَّانِيَة لُغَة بَنِي تَمِيم وَقَيْس
( وَصَلَاة الْعَصْر )
: بِالْوَاوِ الْفَاصِلَة وَهِيَ تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْوُسْطَى غَيْر الْعَصْر لِأَنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة . وَأُجِيبَ بِوُجُوهٍ أَحَدهَا أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَة شَاذَّة لَيْسَتْ بِحُجَّةٍ وَلَا يَكُون لَهُ حُكْم الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ نَاقِلهَا لَمْ يَنْقُلهَا إِلَّا عَلَى أَنَّهَا قُرْآن وَالْقُرْآن لَا يَثْبُت إِلَّا بِالتَّوَاتُرِ بِالْإِجْمَاعِ ، وَإِذَا لَمْ يَثْبُت قُرْآنًا لَا يَثْبُت خَبَرًا قَالَهُ النَّوَوِيّ . وَثَانِيهَا أَنْ يُجْعَل الْعَطْف تَفْسِيرِيًّا فَيَكُون الْجَمْع بَيْن الرِّوَايَات . وَثَالِثهَا أَنْ تَكُون الْوَاو فِيهِ زَائِدَة وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَنْ أُبَيِّ بْن كَعْب أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا ( وَالصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر ) :@

الصفحة 80